ما إن انبلج ضوء ساعات الصباح الأولى حتى انجلى المشهد أكثر.. هو الزائر الأبيض الذي حوّل مختلف المناطق، من الشمال والجنوب وصولاً إلى البقاع مروراً بالساحل، لوحة كادت تصبح ذكرى من ذكريات فصل الشتاء بعد سنوات عجاف من الشحّ. أمّا "زينة" اليوم، فلم تكن مقلّة في أمطارها وثلوجها التي حملتها إلى الساحل حيث تساقطت عليه حبات البرد.
ومن المتوقع أن يستمر الجو عاصفاً وماطراً مع تدنٍ في درجات الحرارة، على أن تنحسر العاصفة نسبياً ليل الخميس أو صباح الجمعة، وفق ما أعلن رئيس "مصلحة الأرصاد الجوية" مارك وهيبة.
الأبيض توّج الأعالي
الثلوج غطّت معظم المرتفعات الجبلية اعتباراً من ارتفاع 600 متر وما فوق، لتبلغ سماكة الثلوج على ارتفاع 1300 متر، أكثر من 35 سنتمتراً الأمر الذي تسبب بانقطاع معظم الطرقات الجبلية. وقد نصحت مراكز الدفاع المدني المواطنين بعدم سلوك هذه الطرقات إلّا للسيارات ذات الدفع الرباعي وفي الأحوال الطارئة.
أمّا في المناطق الوسطى والساحلية، فإيقاع الرياح الشديدة السرعة والأمطار فرض سيطرته على مجمل النشاط العام، ما انعكس حركة خفيفة في الشوارع حيث آثر القسم الأكبر من أصحاب المحال والمؤسسات التجارية، المكوث في منازلهم، ما عدا محطات المحروقات والأفران والصيدليات.
تجنبوا هذه الطرقات
وفي لائحة الطرقات التي يجدر عدم سلوكها: طريق القبيات الهرمل اعتباراً من محلة المخزن، طريق عندقت - أكروم - بيت جعفر إلى طريق فنيدق القموعة الهرمل، الطرقات الجبلية في الضنية اعتباراً من 900 متر، طريق روم - جزين، طريق الكفير - حاصبيا والكفير - عين عطا- راشيا، طريق كفردبيان - بعلبك، طريق ضهر البيدر وطريق شبعا، طريق فنيدق - القموعة.
وتقوم الجرافات التابعة لوزارة الأشغال العامة والبلديات بالعمل على إعادة فتح الطرقات داخل القرى والبلدات الجبلية وبين بعضها البعض، في الوقت الذي أقفلت فيه معظم المدارس الرسمية والخاصة والجامعات، فيما كان وزير التربية أعلن إغلاق المؤسسات التربوية اليوم الأربعاء على أن يصدر بياناً عند السادسة من عصر اليوم يحدد التوجه ليوم غد الخميس.
أضرار
لم تكن تداعيات العاصفة "زينة" حميدة في كثير من المناطق، وعلى مرافق النقل والتعليم والتجارة، فقد أربكت شدة الرياح حركة الملاحة الجوية، فتوقفت حركة المطار لساعات، وعطّلت الملاحة البحرية، وكذلك أقفلت غالبية المؤسسات التجارية في مختلف المناطق.
وفي عكار، تعطّلت خدمات الإنترنت بتقنية 3G في معظم المناطق الجردية العالية، وكذلك في الضنية بسبب الأحوال الجوية السيئة. أمّا في صور، فقد ألحقت العاصفة أضراراً جسيمة بالمزروعات، ووصل ارتفاع موج البحر عند مدخل المدينة الشمالي، إلى 3 أمتار حاملاً معه الحجارة والرمول.
وفي بلدة معروب سقط جدار، وسُجل في طرفلسيه اقتلاع أشجار كما سائر المناطق، في أن صاعقة ضربت ليلاً محول الكهرباء الأساسي في بلدة مشمش، ما أدّى إلى احتراقه وانقطاع التيار الكهربائي عن البلدة.