وكأن لبنان لا يكفيه فسادا وافسادا ولا يكفيه تلوثا للبيئة والطبيعة والصحة. فمن جبال النفايات في غير مكان في البلد والتي تحولت إلى مشاكل مزمنة ومتراكمة ولم تجد إلى الحل سبيلا إلى تلوث الشاطئ بانهار الصرف الصحي ألتي تصب فيه إلى مشكلة المرامل والكسارات والمصانع التي تلوث البيئة الطبيعية في الساحل وفي الجبل إلى عشرات الفضائح البيئية ألتي لم يتسنى الظرف المناسب للكشف عنها.
وكأن لبنان لا يكفيه هذا المسلسل من الفساد والفضائح والأزمات والمشاكل والتي يرتقي بعضها إلى مستوى الجريمة بحق الطبيعة وبحق الوطن وبحق الإنسانية. حتى يتم النقل بالزعرور من خلال الفضيحة الجريمة التي كشف عن خيوطها الأولى وزير المال علي حسن خليل في مؤتمر صحفي عقده في العنبر رقم 6 في مرفأ بيروت حيث أعلن عن ضبط كميات من المواد المخدرة في مطار بيروت مشددا على انه من غير المسموح ان يكون لبنان مكبا للنفايات السامة والاشعاعات حيث أكد على ان الجمارك اللبنانية ضبطت في المرفأ والمطار في بيروت عملية إدخال بعض المعدات الصناعية والأدوات المنزلية المطبخية والتي تحتوي على اشعاعات بنسب عاليه جدا ملوثة بمادة الكوبالت المشع وهي من أعلى الدرجات المحظور ان تدخل إلى لبنان وإلى اي دولة وفقا للبروتوكول مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهي اشعاعات خطيرة على الصحة العامة وعلى حياة الناس والمواطنين الذين يتعرضون لموت بطيء وتسمم تدريجي يوصل إلى القتل دون أن يكون هناك إي شكل من أشكال المعالجة الطبية لأنه أمر غير منظور ويدفع الانسان صحته ثمنا له دون اي انتباه.
وكشف الوزير خليل عن ان البضاعة الملوثة تشمل أدوات مطبخية من صحون وملاعق وسكاكين وشوك ويمكن ان تدخل إلى كل بيت وكل مطعم ويجري استخدامها في تناول الطعام وتؤدي إلى التسمم الخطير دون ان يدرك احد بذلك. وتابع الوزير خليل ان البضاعة الملوثة مستوردة من الهند وعلى التجار ان يسمعوا جيدا ان استسهال شراء بضاعة باسعار رخيصة وملوثة أمر غير مسموح به ولن يمر وسيدفع كل صاحب علاقة ثمن هذا الأمر.
وأعتبر خليل أننا أمام جريمة موصوفة وعملية قتل بطريقة غير مباشرة بطيئة وبالتالي يجب أن يحاسب كل مرتكب على هذا الأساس. باحث نووي من جهته علق على الموضوع بالقول إن هذا الأمر خطير جدا ويتطلب اقفال مناطق في المرفأ والمطار حتى يتم تنظيفها وتحديدا المحيط الذي تواجدت فيه هذه المواد ذلك ان الإشعاعات النووية تجعل كول إنسان او أي شيء عرضة لها باللمس وهو في حد ذاته مصدر تلوث وبالتالي فإن للاشعاع النووي تداعيات خطيرة لجهة انه يلوث الهواء ويضرب خلايا الإنسان ويحولها إلى خلايا سرطانية في وقت قليل جدا ودعا إلى إعلان حالة الطوارئ القصوى في المرفأ والمطار حتى تنجلي هذه القضية.
لا شك أن الفساد الذي يضرب البلد قد تجاوز حدود الإدارة والمؤسسة وتلوث المواد والبضائع ليطال تلوث الضمير عند طبقة من التجار بحياة الإنسان والتي منيت بتصحر أخلاقي قبل التصحر البيئي..............