في ذكرى مولد رسول الرحمة والمحبة محمد بن عبد الله (ص) اوجه باسمي وباسم الكثير من المسلمين الذين يشاركونني هذا الهم اعتذارا شديد اللهجة الى رسول الله محمد (ص) لاننا لم نعد الامة التي تحدث عنها من اجل ان يباهي بها الامم.
فنحن لم نعد امة الاخلاق والرحمة والعدل فقد انتشر بيننا الفساد والعنف والقتل .
ولم نعد امة العلم والتقوى بل اصبحنا امة الجهل والخطيئة ويتكاثر بيننا الجهلاء الذين يقودوننا الى الجحيم والهاوية.
ولم نعد امة الوحدة والاعتصام بحبل الله بل اصبحنا امة الاختلاف والخلاف والاعتصام بحبال الشياطين.
ولم نعد امة القبول بالتعدد والتنوع وعدم الاكراه على الدين بل اصبحنا امة رفض الاخر وتكفيره وقتله والاكراه على الايمان.
ولم نعد امة الامان والامن واعطاء العهد للاخرين بل اصبحنا امة الخوف والقلق واعتقال واسر من يلجأ الينا.
ولم نعد الامة التي تحفظ الاسرى وتحافظ على النسل والحجر والشجر بل اصبحنا امة قتل الاسرى وتدمير المنازل وكل ما يمس بشيء الى الحياة.
اجل يا رسول الله هذا هو واقعنا اليوم، فعدد القتلى بين المسلمين انفسهم يتعدى مئات الالوف ولم نعد نحتاج لاعداء من الخارج كي يقتلوننا بل اصبحنا نقتل بعضنا بعضا بححج مختلفة ولم يعد بالامكان احصاء عدد القتلى بين المسلمين.
اصبحنا نقتل الاطفال لمجرد ان اباءهم ينتسبون الى الجيش والشرطة، واصبحنا ندمر المساجد واماكن العبادة لان من يصلي فيها هم اتباع مذاهب اخرى غير المذهب الذي ننتمي اليه.
قد لا تكون هذه الصور تتحدث عن كل الواقع الاسلامي وقد تكون هناك صورا جميلة مشرقة في العالم الاسلامي وبين المسلمبن وهذا صحيح، لكن للاسف فان صور القتل والعنف والاجرام طغت على كل شيء ولذا نعتذر منك يا رسول الله وندعو الله ان يعيد الوعي والصواب لهذه الامة كي تعود الى نهجك وتعاليمك لانك قلت لنا : انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق.
ونحن اليوم بحاجة ماسة الى العودة الى تعاليم الاسلام الحقيقية التي دعت الى الاعتراف بالتوع والاختلاف وقبول الاخر وحمايته وعدم الاكراه على الدين والحفاظ على العيش الواحد والتزود بالعلم والايمان.
ففي ذكرى ولادتك كم نحتاج للعودة الى تعاليمك وتعاليم الاسلام والقرأن كي لا يتحكم بنا الجهلاء ومدّعو الاسلام والايمان.
قاسم قصير