أعلن الجنرال غيب برور، قائد فيلق الفجر للحرس الثوري، بمحافظة فارس جنوب إيران، إن الحرب بين إيران والغرب لن تنتهي إلا بحصول واحد من الشرطين التاليين: إما أن الرئيس الأمريكي ومعه سائر رؤساء الأروبيين، يعتنقوا الإسلام، ويقلدوا السيد القائد (الخامنئي) في الأحكام الشرعية، ويأخذ الرئيس أوباما نسخة من كتاب الأحكام الشرعية للإمام الخامنئي تحت إبطه ويبدو أن هذا لن يحصل، والشرط الثاني هو أننا نتخلى عن الإسلام والثورة، وهذا أيضاً مستحيل.
ولم يكتف الجنرال غيب برور بالاشتراط لإنهاء ما يزعم بأنها الحرب بين إيران والغرب! بل وجّه تهمة الخيانة العظمى للإصلاحيين، ليس بسبب احتجاجهم على التزوير في نتائج الانتخابات عام 2009، بل بسبب ما سبقه من لقاءات بين أبرز وجوه الإصلاحية وعملاء الكيان الصهيوني وتخطيطهم المشترك من أجل إسقاط النظام. ويشير هذا الجنرال إلى لقاء المفكر الأمريكي جورج سوروس، مع الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي خلال زيارته للولايات المتحدة عام 2006 ليستنتج بأن الطرفين التقيا من أجل التآمر ضد الجمهورية الإسلامية، مطالباً الرئيس خاتمي بالتوضيح عما جرى خلال هذا اللقاء، متسائلاً ما ذا يريد هذا العنصر العميل للكيان الصهيوني من الرئيس السابق لنظام ولاية الفقيه؟!
وكرّر الجنرال غيب برور مقولته السابقة المثيرة للجدل بإصدار حكم التنجيس السياسي لمير حسين موسوي ومهدي كروبي ومحمد خاتمي، أي قادة المحتجين على نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2009 وأضاف على حكمه بتنجيس هؤلاء القادة بأنهم لن يتطهروا حتى لو يُغتسلوا بماء بئر زمزم الواقع في بيت الله الحرام. وبرّر الجنرال حكمه بالتنجيس لهؤلاء بأنهم قدّموا معلومات ووثائق سرية للغاية للأعداء، كما أنهم طالبوا الولايات المتحدة وأوربا بتشديد العقوبات ضد إيران!
ولكن الجنرال خفف من حدّة حكمه الفقهي! بأن الطريق الوحيد لتطهيرهم هو التوبة عند المرشد الأعلى وتعبيرهم عن الندامة عما فعلوا.
الغريب في الموضوع ليس هو توجيه اتهام العمالة الخيانة لأكثر الشخصيات السياسية الإيرانية، شعبية، حيث أن توجيه تلك الاتهامات وأكثر منها، أصبح أمراً عادياً، ولن ينفع نفي الرئيس خاتمي تحقق هكذا لقاءات جملة وتفصيلاً، بل ما يثير الإستغراب هو كيف يُمكن تطهير جميع هذه الجرائم! بتوبة بسيطة عند الولي الفقيه، بينما ارتكاب واحدة من تلك التهم، كفيلة بإنزال حكم الإعدام بحق أي مواطن عادي!
لما ذا يرضى الجنرال بعودة هؤلاء العملاء إلى الحياة الطبيعية في أحضان المجمتمع، والعفو عنهم، بينما هم ارتكبوا الخيانة العظمى، بتقديم الملفات السرية لأعداء البلد؟!
ألم يُعدم طوال الأعوام الأخيرة مواطنون أكراد، يتعاونون مع الأحزاب الكردية المحظورة وليس مع الاستكبار العالمي؟ أم أن الجنرال يعرف بأن كلامه مجرد كذب وهراء وبناءاً عليه لن يرضى بأن يُبنى على الشيئ مقتضاه!