تعرّضت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل لمحاولة تجسس جديدة من خلال إدخال "فيروس" داخل "الكومبيوتر" الخاص لرئيسة قسم السياسة الأوروبية في المستشارية الألمانية بهدف نقل وقائع ومستندات معينة..
وكشفت صحيفة "بيلد" أمس أن جهاز "إستخبارات صديقة" يقف خلف هذا الاختراق، بدليل انها المسؤولة عن عملية تطوير هذا النوع من "الفيروس" الذي يُمكنّها من نقل المعلومات التي تحتاجها وحتى سرقة كلمات السر وما شابه.
وذكرت الصحيفة أن العملية جرت قبل عدة أسابيع من قِبل الإستخبارات البريطانية والأميركية اللتان تعتمدان على وحدة "ريجين" للتجسس ونقل المعلومات.
إنتقال "الفيروس"
ونقلت "بيلد" عن دوائر الأمن الألمانية تأكيد خبر "تسميم" الكومبيوتر الخاص في منزل رئيسة قسم السياسة الأوروبية بواسطة وحدة تجسس تدعى "ريجين".
وكانت رئيسة القسم تعد خطاباً للمستشارة وضعته على وسيط ذاكرة (Flash Memory) وحملته معها الى المنزل لاستكمال عملها، وفي اليوم التالي عندما عادت الى المستشارية لوضع اللمسات الأخيرة إنطلقت صفارات الإنذار معلنة عن وجود "فيروس" في فلاش الذاكرة بمجرد أن وضعته في الكومبيوتر الرسمي في مكتبها بالمستشارية.
وتم على الفور التصدي للفيروس من التفشي، وبواسطة "فاحص للفيروسات" (Anti Virus)، جرى الكشف على بقية كومبيوترات المستشارية فتبين أنها خالية من أي "تسمم". كما جرت فحوصات أمنية مشددة على جميع أجهزة الكمبيوتر المحمولة في المستشارية والشخصية ولم يظهر "الفيروس" سوى في الكومبيوتر الشخصي لرئيسة قسم السياسة الأوروبية ما يدلل وفقاً للمصادر الأمنية الألمانية انه لم يجر ذلك بـ"محض الصدفة"، لأن نوعية "الفيروس" وفقا لمصادر المخابرات الألمانية تم تطويرها بالتعاون بين المخابرات الأميركية "أن. أس. أيه." والبريطانية "جي. سي. إتش. كيو. GCHQ ."
تذكير بـ"دودة الكومبيوتر"
في نهاية تشرين الثاني الماضي، وعلى أثر إكتشاف عملية التجسس أعلاه، أكدت شركة أمن تكنولوجيا المعلومات "سيمانتيك" وجود وحدة تجسسية على الحاسوب بشكل مخفي تدعى "ريجين " يمكن لها ان تلج الى الحاسوب والسيطرة على مؤشر "الماوس" وسرقة كلمات السر ومراقبة حركة المرور وحتى إستعادة الملفات المحزوفة.
وتبين بالتدقيق أن نظام "ريجين" التجسسي هذا نشط عمله بين الأعوام 2008 و2011 ثم تم سحبه فجأة. وأفادت شركة "سيمانتيك" انه تم بعد ذلك على مدى سنوات تطوير حصان طروادة الحاسوب (Trojan) "ريجين" وتزويده بكثير من الموارد ما يشير الى أن دولة تقف وراء هذا التطوير. وذكّرت الشركة بدودة الكومبيوتر الشهيرة ستوكس نت Stuxnet.
وجهة الإستخدام
لدى مراجعة موقع إستخبارات الولايات المتحدة الأميركية تم التأكد من أن النظام الإعتراضي "ريجين " يستخدم للتجسس على الاتحاد الأوروبي وعلى شركة الاتصالات البلجيكية "بلجاكوم" بشكل خاص.
وتستند عملية تسريب مستندات ووثائق سنودن على نفس هذه المنصة وكذلك الأمر بالنسبة للتحاليل الفنية التي قام بها عدد كبير من خبراء الأمن.
(برلين - "لبنان 24")