يوم الأحد الماضي الواقع في 21 كانون الأوّل 2014، كان ركّاب رحلة لندن – بيروت التابعة للخطوط الجويّة British Airways يستعدّون للعودة إلى لبنان والاحتفال بعيد الميلاد مع الأقارب والأحباء، ولم يتوقعوا أن رحلتهم ستحمل معها ساعتين من الرعب. بداية، كانت الأمور تسير بطريقة طبيعيّة، صعد الركّاب إلى الطائرة من دون أي تأخير يذكر، ثم مشت نحو المدرج للإقلاع، قبل أن تتوقّف فجأة ويعلن قائدها اضطراره للعودة إلى مكان ركونها الأولي، من دون أن يعطي سببًا وجيهًا أو تفسيرًا مقنعًا، ما دفع للاستنتاج بأن سبب تأخير إقلاع الطائرة مرتبط بمطار بيروت، بسبب الأحوال الجويّة أو لعدم قدرته على استقبال الطائرة نظرًا لزحمة العائدين إلى لبنان في موسم الأعياد. إلى ذلك، يسرد أحد ركّاب الطائرة لـ"النهار" ما حصل لحظة عودتهم من مدرج الإقلاع، ويقول: "عدنا وصدمنا مما رأيناه، صعد أربعة عناصر من الشرطة بكامل أسحلتهم إلى الطائرة، ودخلوا بسرعة وأخذوا راكبًا بعدما كبّلوا يديه، وأخرجوه من الطائرة. ثمّ دخل عناصر أمن المطار لتفتيش الحقائب، قبل أن يأخذوا تلك الخاصّة بالرجل الذي أوقف".
سادت حال من الذعر والهلع بين ركّاب الطائرة، بسبب التوقيف الفجائي لهذا الشخص وتفتيش الطائرة، خافوا من إمكان وجود قنبلة على متن رحلتهم، هدية الجماعات المسلّحة في عيد الميلاد، لكن سرعان ما أوضح قائد الطائرة أن الأمر لا علاقة له بالإرهاب، نافيًا وجود قنبلة على متن طائرته، مطمئنًا ركّابه، ومشيرًا إلى أن الرجل الذي أوقف (من الجنسيّة اللبنانيّة) ارتكب جريمة قتل في لندن يوم الجمعة الفائت، قتل شخصًا طعنًا بسكين، ذلك بعد تأخير دام ساعتين عن موعد الرحلة. ويضيف الراكب اللبناني الأصل: "استغربنا بداية من كيفيّة دخوله إلى الطائرة وعدم إيقافه في المطار، ولكنها قد تكون جزءاً من خطّة الشرطة البريطانيّة لئلا يثيروا الذعر في المطار، انتظروا ليصعد إلى الطائرة ثم أوقفوه. علمًا أن بعض الركّاب لم يدرك ماذا يحصل إلّا لاحقًا بسبب التأخير في انطلاق الرحلة، فيما خاف الركّاب القريبون من الشخص الموقوف والذين رآوا عناصر الشرطة والمفتشين. لكن العملية تمّت بحرفية عالية وبسرعة".