مع نهاية العام الميلادي الحالي 2014 وبداية العام الميلادي الجديد ينشغل الافراد والناس بالاحتفالات العامة والخاصة وينشغل التجار بإعداد الجردة المالية وحسابات الربح والخسارة، وينشغل البعض بالتحضير للمشاريع الجديدة للعام المقبلة.
لكن ما احوجنا اليوم لاجراء جردة حساب عامة ،ليس على مستوى الافراد فقط، بل على مستوى الحركات والاحزاب السياسية وعلى صعيد الوطن والامة والدول العربية والاسلامية.
اليوم نحن بحاجة لاعادة التفكير مجددا بما آلت اليه اوضاعنا بعد اربع سنوات على الثورات العربية الشعبية ، وبعد حوالي المائة عام على بداية الحرب العالمية الاولى وانطلاقة الثورة العربية ضد السلطنة العثمانية والاستعانة بالانجليز والفرنسيين من اجل اقامة الدولة العربية وكانت النتائج وعد بلفور لليهود وانتداب فرنسي وانجليزي وتقسيم المنطقة الى دويلات وفقا لاتفاق سايكس – بيكو.
نحن بحاجة للتفكير مجددا حول اوضاعنا بعد مرور حوالي 86 سنة على تأسيس حركة الاخوان المسلمين وحوالي التسعين عاما على تأسيس الجماعات السلفية و55 سنة على تاسيس حزب التحرير وحزب الدعوة الاسلامية و50 عاما على تاسيس الجماعة الاسلامية في لبنان و33 عاما على تاسيس حزب الله وغيرهم من التنظيمات والحركات الاسلامية.
فماذا انتجت هذه الحركات والاحزاب وماذا قدّمت للامة والوطن والناس؟ اين تقدمنا واين تأخرنا؟ وماذا تحقق من الاحلام الكبرى؟
لا تعني هذه الاسئلة ان هذه الحركات والتنظيمات لم تحقق شيئا من اهدافها او مشاريعها، لكن طرح الاسئلة يهدف الى اعادة التفكير بما آلت اليه اوضاعنا اليوم وكيف سنتعاطى مع الاحداث في المرحلة المقبلة وما هي الافكار والمشاريع التي ينبغي التفكير بها والعمل من اجلها.
نحن بحاجة اليوم لاعادة التفكير بهدوء حول مسارنا ومستقبلنا وماذا عملنا والى اين نحن سائرون وكيف ننقذ وطننا وامتنا وبلادنا مما تعاني منه.
قد يستصعب البعض الاعتراف بالأخطاء التي ارتكبها ان بحق نفسه او بحق الاخرين.
وقد تستعصب بعض القوى الحزبية والسياسية وخصوصا الحركات الاسلامية الاعتراف بانها اخطأت احيانا او انها لا تسير بالأتجاه الصحيح او انها وصلت الى مأزق خطير وانه ينبغي اعادة البحث والتفكير في اسلوب العمل او في بعض الافكار المطروحة.
لكن الجرأة تتطلب اليوم قبل الغد الاعتراف بالاخطاء والبحث عن حلول وبدائل لان الجميع في مأزق وواقع البلد والمنطقة ليس على مايرام.
لقد حملت الايام الاخيرة من العام المنصرم اخبارا سارة بالعودة الى طاولات الحوار والمفاوضات وهذا مؤشر ايجابي ونحن نأمل ان تحمل الايام المقبلة المزيد من الاخبار السارة وان تكون نهاية العام وبداية العام الميلادي الجديد فرصة للجميع لاعادة التفكير واجراء مراجعة عامة من اجل اكتشاف الاخطاء وتصحيح المسار وعام ميلادي جديد وسعيد للجميع.
قاسم قصير