أسهم كشف عمالة قيادي في “حزب الله” لإسرائيل أخيراً في إسقاط شعارات ودعاوى “تحصينه ضد الاختراق” التي طالما روج لها الحزب، وبات المال السياسي الورقة الأكثر تأثيراً في قواعد “حزب الله” وقيادييه بل حتى مؤيديه.
وتتواتر الأنباء، بحسب صحيفة "الوطن" السعودية، حول منح القيادي في الحزب محمد شوربة، والذي بادر من تلقاء نفسه- طائعاً مختاراً – إلى الاتصال بجهاز الموساد الإسرائيلي، تتواتر الأنباء حول منحه جهاز الموساد الإسرائيلي معلومات مهمة عن أنشطة “حزب الله” وقوته العسكرية، مما شكّل آخر صور العمالة مع من يصفهم الحزب الطائفي بـ”العدو”.
وتوافرت معلومات حول تمرير شوربة تفاصيل زيارة القيادي عماد مغنية الذي لقي مصرعه في دمشق بتفجير سيارته عام 2008، إلى جهاز المخابرات الإسرائيلي. بل إن مصادر موثوقة تؤكد لـ”الوطن” أن شوربة أمد تل أبيب بكامل تفاصيل زيارة مغنية إلى سوريا، واسم الفندق الذي سيقيم فيه، وهو ما سهل على عملاء إسرائيل مهمة القضاء عليه، مما يعني أن الحزب– بطريقة أو بأخرى – أسهم في تصفية أحد قيادييه. كما أسهمت المعلومات التي وفرها شوربة في اعتقال اللبناني محمد همدر في بيرو في تشرين الأول الماضي، قبل أن ينفذ العملية الانتحارية التي كان يعد لها.
ويؤكد المراقبون لـ”الوطن” السعودية أن شوربة لن يكون العميل الأخير لإسرائيل داخل “حزب الله”، مشيرين إلى أن انغماس الحزب في الأزمة السورية ومشاركته في القتال إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد أفقداه الكثير من كوادره العسكرية والفكرية، مما اضطر قيادة الحزب إلى الاستعانة بعناصر أخرى قد تكون غير مدربة أو لم تكتسب الخبرة الكافية التي تعينها على أداء واجباتها.
ويخلص المراقبون إلى تأكيد أن مثل هذه البيئة ترفع من احتمالات زرع الجواسيس والعيون، أو تجنيد عملاء جدد. مما يشير بدوره إلى أن خسائر “حزب الله” جراء تورطه في النزاع السوري لن تقتصر على العناصر البشرية أو المادية فقط، بل ستمتد آثارها إلى جوانب أخرى قد تضع نهاية للحزب.
المصدر :الوطن السعودية