تتحفظ عائلة حموضة، من بلدة الحصنية العكارية، عن الإدلاء بأي تصريح عن أسباب وفاة ابنها المهندس عبد الرحمن حموضة (32 عاماً) وزوجته ضحى رضوان (21 عاماً) في مدينة أربيل العراقية. وذلك بانتظار أي معلومة رسمية تصدر عن الشرطة العراقية من شأنها تفسير ما جرى.
وكانت العائلة قد تلقت خبر وفاة ابنها اختناقًا بالغاز في منزلهما، من دون التمكن من معرفة ملابسات الحادث وحقيقة ما جرى، وسط تضارب في المعلومات، وكثرة الشائعات، وتكتم شديد من قبل السلطة العراقية. الأمر الذي أثار قلق عائلة وأصدقاء حموضة.
تعجز الوالدة سماح عن تصديق أن ابنها البكر المفعم بالحياة الذي تخرج قبل سنوات مهندسا كيميائيا من "الجامعة اللبنانية"، والذي زفته عريسًا قبل ثلاثة أشهر، سوف يعود إليها جثة هامدة، وهي التي كانت تنتظر أن يعود لتفرح به وبأحفادها الذين لطالما حلمت برؤيتهم يلعبون أمام منزله الذي لم يتسن له أن يقطن فيه.
"ماذا حصل معك يا ماما؟ لقد وعدتني بأن تهتم بنفسك وبزوجتك، فماذا جرى لكما؟ ألن تعودا مجددا لأشبع منكما؟ ألن يتسنى لي بعد اليوم أن أرى ابتسامتك؟". هي بعض الكلمات التي ترددها أم عبد الرحمن وهي تحضن الوسادة التي أرسلها ابنها إليها قبل مدة وعليها صورته وزوجته.
تبكي حظ ابنها، وأحوال البلد التي تدفع بمهندس شاب للهجرة بحثا عن لقمة عيشه فيعود جثة هامدة.
اعتاد عبد الرحمن السفر إلى العراق منذ نحو عامين ونصف عام، بعدما انتقل وفقا لرغبة "شركة سوداكو للترابة"، إلى العمل في أربيل. وكانت العائلة شديدة القلق على أوضاعه في الخارج، لكنه كان يؤكد لهم باستمرار أن الأمن ممسوك وكل شيء يجري على ما يرام.
واستقبلت العائلة يوم أمس المعزين، بانتظار وصول جثماني عبد الرحمن وضحى إلى لبنان، وذلك بعدما انتقل فواز حموضة، عم الضحية، من السعودية إلى العراق لمتابعة الأمور عن كثب وإتمام الترتيبات اللازمة.
(نجلة حمود )