احتفل العالم بعيد الميلاد المجيد وهو يوم ولادة النبي عيسى عليه السلام حسب التقويم الميلادي القائم، والملاحظ اليوم ان الاحتفاء بالمناسبات الدينية يزداد انتشارا ولو احيانا باشكال فولكلورية او شكلية بعيدا عن المضمون الحقيقي لهذه المناسبات، لكن كثرة الاحتفالات بهذه المناسبات تؤكد حاجة البشر للبعد الديني والايماني والطقوسي في حياتهم في مواجهة اجواء القتل والعنف وازدياد الضغوط المادية والحياتية والمعيشية واجواء القهر والظلم في العالم.
وقد عمدت الكنائس المسيحية وخصوصا الكنيسة الكاثوليكية الى اجراء العديد من الاصلاحات في مؤسسات الكنيسة وحتى على صعيد الطقوس وكذلك لجهة تطوير الافكار الدينية منذ المجمع الفاتيكاني عام 1964 وصولا للحملة التي يخوضها اليوم البابا فرانسيس لاصلاح واقع الكنيسة ودورها.
اما بقية الكنائس وخاصة الكنائس الانجيلية فهي في حراك فكري واجتماعي دائم من اجل مواجهة مختلف التحديات في العالم، ونحن نشهد يوميا بروز كنائس جديدة وافكار اصلاحية جديدة في العالم.
واما على الصعيد الاسلامي فالمشكلة اصعب والتحديات تزداد يوما بعد يوم في ظل انتشار التطرف والعنف والقتل باسم الدين الاسلامي وخصوصا من قبل داعش وطالبان وبوكو حرام،وازاء ذلك نحن نحتاج اليوم لاعادة التفكير مليا بدور الايمان والدين في حياتنا واين موقع الرسل والائمة وعلماء الدين في هذه الحياة، وكيف يمكن ان نمنع من ان يتحول الدين الى دافع للقتل والعنف والكراهية بدل ان يكون دافعا للمحبة والرحمة والسكينة والطمأنينة.
المهمة ليست سهلا خصوصا على صعيد من يتصدون للتوعية الدينية ويضعون على رؤوسهم القبعات والقلنسوات والعمامات ويلبسون الزي الديني، وان كنا لا نعفي كل المفكرين والمثقفين واصحاب الرأي من هذه المسؤولية.
لقد ارسل الله الرسل والانبياء رحمة للبشر وهداة الى طريق الحق لكن للاسف اصبح دعاة الايمان وحماة الاديان اليوم مصدرا للخوف والقلق ، مما يفرض على الجميع اعادة التفكير في الاسباب التي اوصلتنا الى هنا كي نحتفل بالمناسبات الدينية بشكل سليم وصحيح.
وعيد ميلاد مجيد للجميع وكل عام وانتم بالف خير.