مع دخول الجماعات الارهابية تنظيم داعش وجبهة النصرة ومتفرقاتهما أطرافا أساسية في الحرب الدائرة في سوريا تحولت هذه الحرب إلى حرب استنزاف لكل القوى المشاركة فيها بحيث أدركت هذه القوى جميعها والتي انخرطت في أتون النار السورية أنه لا يمكن لأي طرف انزلاق في هذه الحرب سواء كان عسكريا ام سياسيا تحقيق إنتصار يمكنه من تنفيذ ارادته وفرض شروطه.
وأن الحل لن يكون عسكريا بل لا بد من الحل السياسي. والحل السياسي يعني حكما المفاوضات التي تبدأ بمطالب عالية السقوف لكل الاطراف المفاوضة ثم تبدأ بالتنازل حتى تصبح هذه المطالب واقعية وأكثر انسجاما مع موازين القوى.
وإذا كان من السابق لأوانه الحديث عن مواعيد محددة لبداية الحلول السلمية في سوريا ومن هي الاطراف التي ستجلس إلى طاولة المفاوضات او يحق لها بذلك إلا انه لا بد من الإشارة إلى الدور الإيراني في مستقبل سوريا باعتبار أن إيران حليف استراتيجي للنظام السوري ولها دور أساسي وفاعل في تطورات الحرب السورية منذ بدايتها منذ أكثر من ثلاث سنوات وعلى كل المستويات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية. فايران مهما استقوت بنفوذها في المنطقه إلا انه في قلب هذه القوة مكامن للضعف بدأت ملامحها واضحة للعيان. من ذلك ان سوريا ما قبل 2011 إنتهت وسوريا ما بعد الحل الذي لا يبدو في الأفق المنظور مختلفة جدا لأنها ضعيفة جدا.
وايران بانزلاقها في الحرب السورية استنزفت نفسها ماليا وسياسيا وحتى عسكريا وقد جرت حزب الله من مقاومة العدو الإسرائيلي الى الانخراط في الحرب السورية حيث تحول الى مليشيا لإنجاز أهداف ايرانية بحتة. واندفاع حزب الله للغرق في المستنقع السوري كشف ظهره لاختراقات أمنية واجتماعية كبيرة آخرها خرق الموساد الإسرائيلي لواحد من أهم أجهزته الامنية واخطرها.
وبالتالي فإن ايران التي تعاني من أزمة اقتصادية حادة وغير مسبوقة لم يعد بوسعها مهما كابرت ان تقدم للنظام السوري الدعم المالي المطلوب للاستمرار في حربه المتشعبة والتي تمتد على كامل التراب السوري. فايران لم يعد بإمكانها. من المرشد إلى الرئيس الى باقي المسؤولين ومنهم رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني تبرير ضخ الأموال الإيرانية للنظام السوري إلى الابد خصوصا بعد أن اضطرت الحكومة الإيرانية إلى الاقتراض من صندوقها السيادي من اجل تسديد مستحقات داخلية.
وفيما يتعلق بلبنان فإن ايران تتشارك مع فرنسا في التعبير عن التقدير العالي لقوته الى درجة ان تحصينه ولو بالكلام قد ساعده على الصمود. وقد أصبح من الضرورة مساعدته للخروج من دائرة النار من خلال إخراجه من حالة الفراغ الرئاسي لأنه مهما كان قويا فإنه في لحظة معينة من التطورات الغير منظوره يمكن أن يكسر صموده. من هنا كانت زيارة لاريجاني الى لبنان والتي تتماهى مع بداية الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل للبدء بازالة العراقيل ألتي تحول دون انتخاب رئيس للجمهورية على ان يبقى لبنان المقاومة لاعبا قويا في الملعب الإيراني..........