نقلت صحيفة "الحياة" عن جهات ديبلوماسية غربية، تتواصل مع رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون، قولها إنّ "عون يعيش في حال إنكار كاملة ولا يعترف بالواقع ولا يرغب في أنّ يسمع من أحد أن إخراج رئاسة الجمهورية من المأزق يستدعي من الفرقاء أن يبادروا إلى تقديم تسهيلات لمصلحة الإتفاق على رئيس توافقي".
وأشارت إلى أنّ "عون كان سمع كلاماً في هذا الخصوص من فرقاء عديدين، بعضهم حلفاء له، لكنه اغتاظ من نصيحة أحدهم له بأن يكون أحد أقوى الناخبين في رئاسة الجمهورية، خصوصاً على خانة أولئك الذين يجري التعامل معهم على أنهم من صناع الرئيس الجديد".
وكشفت المصادر أنّ "عون بدأ يستسهل تذليل العقبات التي ما زالت تمنع وصوله إلى رئاسة الجمهورية، ونقلت عنه قوله لأحد السفراء إنّ جعجع موجود حالياً في السعودية وهو يجري حالياً محادثات مع كبار المسؤولين فيها، وآمل بأن يتمكنوا من إقناعه بالوقوف إلى جانبي لضمان انتخابي رئيساً للجمهورية".
ولم تستبعد المصادر أن "يكون عون بدأ يفكر بأن يطرح على جعجع عندما سيلتقيه عرضاً يقضي بأن يسهل الأخير انتخابه بالإنسحاب من المعركة الرئاسية مقابل أن يؤمِّن له كلّ الدعم في الإنتخابات الرئاسية فور انتهاء ولايته"، مستغربةً "كيف أنّ عون ينقز من حركة الموفدين الغربيين إلى بيروت، خصوصاً الذين يقولون في العلن إنّ تجاوز المأزق الرئاسي لن يكون إلّا بالإتفاق على رئيس توافقي".
فرنسا تعمل بجدية
وفي السياق الرئاسي، لفتت أوساط ديبلوماسية مطّلعة لصحيفة "الأنباء" الكويتية إلى أنّ "المساعي الفرنسية جديّة بالنسبة إلى البحث عن مخرج لأزمة الرئاسة الأولى في لبنان على قاعدة رئيس توافقي من خارج الإصطفاف الحاد بين 8 و14 آذار"، مشيرةً إلى أنّ الإتصالات الفرنسية مع دول المنطقة، وفي طليعتها إيران كذلك مع سائر القيادات اللبنانية مهمة جدّاً من هذا القبيل، وهي تساعد في دفع الأمور باتجاه إنضاج تفاهم على مختلف المستويات حول شخصية الرئيس التوافقي العتيد."
وأكّدت الأوساط أنّ "القرار النهائي بالنسبة إلى إنضاج أيّ تفاهم قابل للتحقق لا يضعه في نهاية المطاف إلّا الأميركيون والإيرانيون"، موضحةً أنّ "طهران وواشنطن هما اللتان تمسكان أساساً بأوراق اللعبة في لبنان وسوريا والعراق وسائر الدول المحيطة، وأنّ أيّ إفراج عن الرئاسة الأولى لن يتمّ إلّا بعد إتمام التفاهم بينهما على مختلف الملفات بدءاً من الملف النووي، إلّا إذا كانتا ستلجآن إلى الإتفاق بالقطعة على إيجاد مخارج، ما يعني عندها أنّ الإستحقاق الرئاسي اللبناني سيحصل بمعزل عن قضايا أخرى ستبقى معقدة في لبنان وخارجه".
وأشارت الأوساط إلى أنّ "انخفاض سعر برميل النفط يزيد من التعقيدات والصعوبات أمام إيران التي تسعى ديبلوماسيتها لكسب أكبر مقدار من الإيجابيات، أقلّه للتخفيف من الخسائر والإيحاء بأنّها قادرة على عقد تفاهمات في كلّ الإتجاهات بينها مع الفرنسيين، إلّا أنّ العين الإيرانية تبقى على واشنطن التي عندها الكلمة الفصل في نهاية المطاف"، مؤكّدةً أنّ في هذه الوضعية يكمن بيت القصيد.
(الحياة - الأنباء الكويتية)