زيارة رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني تأتي في سياق إرتفاع منسوب الحركة الدبلوماسية تجاه لبنان التي بدأت منذ بضعة أسابيع.
ووافقت هذه الزيارة إلى العاصمة اللبنانية بيروت مع زيارة رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي بيترو غراسو في حين زار السفير الاميركي ديفيد هيل معراب ومطرانية بيروت للروم الارثوذكس على أن يقوم لاحقا بزيارة الرابية. هذه الحركة الدبلوماسية تأتي عشية انطلاق رحلة الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله حيث تم وضع اللمسات الأخيرة للبدء بمرحلة جديدة بين فريقي الصراع في لبنان تعتمد على التفاهم وتوحيد الرؤية امام التحديات والمخاطر التي تهدد البلاد والاتية من الحدود الشرقية حيث تطلق الجماعات الارهابية تنظيم داعش وجبهة النصرة التهديدات ألتي تستهدف الامن والاستقرار في البلد.
وقد كشفت مصادر سياسية ان ظروفا طارئة قدرها الرئيس بري دفعته إلى تقديم موعد الاجتماع الاول للحوار نظرا الى بعض المخاوف الأمنية التي تحتاج إلى مثل هذا اللقاء بين حزب الله وتيار المستقبل سريعا لتخفيف الاحتقان لدى أوساط الطرفين وفي مناطق حساسة.
واكد بري على أهمية الحوار في هذه الظروف معتبرا أنه عيدية للبنانيين.
وقد حظي الحوار بدعم ايراني اذ أعتبر علي لاريجاني أن القوى السياسية في لبنان لديها من النضج ما يؤهلها لإيجاد الحلول للأزمات الداخلية اللبنانية مشيرا إلى أنه يقدر مبادرة الرئيس نبيه بري بشأن الحوار بين التيارات الفاعلة في لبنان.
وعلى الصعيد السعودي فقد أكد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل حرص بلاده على أمن لبنان وسلامته واستقراره في ظل الأجواء الملتهبة والمحيطة به في المنطقه.
وفي الوقت ذاته فقد أمل السفير السعودي علي عواض العسيري في لبنان في ان تشهد المرحلة المقبلة خطوات إيجابية للبنان نتيجة تفاعل النبات الطيبة والحراك السياسي الذي يقوم به اطراف كثر لنستقبل عاما جديدا يكون منطلقا للحوار البناء تتضافر الجهود وتعزيز الوحدة الوطنية.
وفي موازاة ذلك اعلنت ايطاليا عن استعدادها للاستمرار في دعم لبنان في كل المجالات واكدت انه يشكل مرجعية لاستقرار المنطقة وأكد رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي بيترو غراسو الذي جال على بري وعلى سلام وعلى البطريرك الراعي على ان ايطاليا تحض الجميع على انتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت ممكن.
لا شك ان الرمزية لتوقيت انطلاق الحوار انه يأتي عشية عيد الميلاد وبأنه رسالة إلى المسيحيين بأن المسلمين معنيون بتبريد المناخات السياسية في أعيادهم.
وأما التوقيت فإنه يتزامن مع السيطره التدريجيةللجماعات الارهابية والخشية من هجوم داعشي مفاجيء على لبنان فيكون الحوار تأكيدا على ان الوحدة اللبنانية غير قابلة للاختراق.
وفي الجانب المسيحي أصبح من الثابت ان اللقاء بين العماد عون و جعجع سيتم بين يوم واخر ما يعكس مزيدا من التبريد والاسترخاء.