رات أوساط متابعة لمسار الحوار لـ"اللواء"، ان نجاح الحوار على مستوى الصف الثاني سيمهد الطريق حكماً الى عقد إلقاء التاريخي بين الرئيس سعد الحريري والأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله مع وجود الرئيس برّي وربما أيضاً النائب وليد جنبلاط، وستكون أبرز نقاط البحث بحسب ما هو معلن الاستحقاق الرئاسي الذي سيبقى معلقاً لأسباب مختلفة أبرزها ان الحزب ملتزم بالعماد ميشال عون، كما أن «المستقبل» ملتزم بالمرشح سمير جعجع، وهو ما يعني أن الطرفين لن يخرجا باتفاق، لا بل إنهما لن يجرؤا على اتفاق حتى لا يقال ان المسلمين هم من يصنعون الرئيس المسيحي في لبنان، الى جانب ان هذا الاستحقاق له ظروفه وعوامله الإقليمية والدولية التي لا يمكن لأي فريق لبناني ان يتحكم بها.
وتلفت هذه الأوساط النظر إلى انه من غير المأمول أن ينتج هذا الحوار حلولاً جذرية لمختلف القضايا الخلافية، وهو أمر معروف من قبل الذين سيجلسون على طاولة الحوار، غير ان مجرّد الجلوس وجهاً إلى وجه سيكون ذلك برداً وسلاماً على الشارع الذي يتقلب على صفيح ساخن منذ سنوات، وهو بات يقف على عتبة الانزلاق إلى الحريق الكبير، كما انه سيؤسس الى مرحلة سياسية جديدة، لما للفريقين المتحاورين من وزن داخلي، وهذا سيكون عاملاً مساعداً في مقاربة كل الملفات بعد طول انتظار.
وتشدد الأوساط نفسها على انه من الخطأ توصيف هذا الحوار على انه مجرّد حوار لأخذ الصورة وتبريد مناخات الشارع، فهذا الحوار، وفي هذه المرحلة بالذات، يُعد حواراً تاريخياً، حصل في ظرف استثنائي وأن أي مقررات ستخرج عنه ستكون مهمة على المستوى السياسي العام، كما انه سيكرس قاعدة أساسية تقوم على ان لا حل للمشاكل الداخلية الا بالحوار أولاً وثانياً وثالثاً، حتى أحد عشر كوكباً، على حدّ ما يردد دائماً راعي هذا الحوار الرئيس نبيه برّي.