أكّد منسق لجنة الشؤون السياسية في "تيار المردة" الوزير السابق يوسف سعادة تعاطي حلفاء "حزب الله" بإيجابية مع حواره مع "تيار المستقبل"، لافتا الى أنّهم مطمئنون الى أنّه لن يطرح ملفي رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب بغياب حلفائه المسيحيين، "وقد يكون حلفاء المستقبل المسيحيون حصلوا منه على تعهد في هذا الصدد أيضا".
وتوقع سعادة، في حديث لـ"النشرة"، أن يكون لحوار "المستقبل" و"حزب الله" انعكاسات ايجابية على الوضع العام في البلد تؤسس لتفاهمات بين مختلف الفرقاء السياسيين. ولفت إلى أنّ "هناك مؤامرة كبيرة في المنطقة لتفجير فتنة سنية-شيعية كما هو حاصل في الدول المجاورة، وبالتالي جلوس الحزب مع المستقبل من شأنه التخفيف من الاحتقان القائم وقطع الطريق على فتنة ممائلة".
مستمرون بدعم عون للرئاسة وتطرق سعادة لملف الانتخابات الرئاسية، حيث أكّد استمرار دعم حلفاء رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون لترشيحه لرئاسة الجمهورية، لاقتناعهم بأن "وصول رئيس قوي الى قصر بعبدا يعزز الشراكة الفعلية ويعيد للمسيحيين دورهم في الدولة".
وقال: "لا يبدو أنّ هناك رئيسًا للبلاد بالمدى القريب، فكما بات معروفًا فالملف الرئاسي لم يعُد داخليًا، وللاسف لا نتمتع بهذا الترف الديمقراطي، بل نتأثر بأوضاع المنطقة والتجاذبات الاقليمية والدولية بانتظار بوادر التسوية الكبرى". وأشار سعادة إلى أنّ الحراك الروسي الذي شمل لبنان يبحث بأولوية الملف السوري، ولم يهدف لحل الأزمة الرئاسية، "أما المبادرة الفرنسية فلا يبدو أنّها قادرة على التعاطي مع تعقيدات الملف".
بين الخاطفين وورقة قوتهم.. وتطرق سعادة للملف الأمني، مشدّدًا على وجوب "دعم الجيش بالسلاح والعتاد والمواقف السياسية ووضع حد لاصوات النشاز التي تهاجم المؤسسة العسكرية، باعتبار أنّ جيشنا هو الحل الوحيد للابقاء على الاستقرار القائم ومواجهة أي تحد مقبل".
واعتبر سعادة أن الحكومة اللبنانية حين قبلت بالسير بخيار التفاوض مع المسلحين لتحرير العسكريين المختطفين، كانت تعلم تماما أن هناك ثمنًا يجب أن تدفعه. لكنه أضاف: "نتعاطى مع ارهابيين ما يعني أن الأمر معقّد، كما أننا لا زلنا لا نعرف مدى استعدادهم للتنازل عن ورقة القوة التي بين أيديهم والتي يستخدمونها لابتزاز الدولة، فحتى مطالبهم لا تزال غير واضحة، من هنا استمرار عملية الاختطاف لا تتحمل الدولة اللبنانية وحدها مسؤوليتها".