شنّ آية الله محمد خامنئي، الشقيق الأكبر للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، هجوماً شديداً ضد آية الله علي أكبر هاشمي رفسنجاني، رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، متهماً إياه بـ "السعي لتسلم قيادة الجمهورية الإسلامية والمنافسة على منصب المرشد الأعلى" و"إقامة علاقات سرية مع أميركا".

وفي حوار له مع جريدة "رمز عبور" الصادرة حديثاً من قبل الأصوليين المتشددين في عددها السابع، كشف آية الله محمد خامنئي عما سماها "محاولات رفسنجاني لكسب المزيد من السلطة في النظام". كما تحدث عن وثائق يمتلكها تثبت ادعاءاته قائلا إنه سينشر تلك الوثائق "إن اقتضى الأمر."

ورداً على سؤال حول "أسباب ودوافع رفسنجاني بإقامة علاقات سرية مع الولايات المتحدة" أجاب خامنئي: "كانت أميركا في البداية تعوّل على منظمة مجاهدي خلق والرئيس أبوالحسن بني صدر لإقامة علاقات مع مجموعات سياسية داخل إيران، الأمر الذي باء بالفشل. كما فقدت أميركا الأمل من آية الله بهشتي ومن ثم صارت تبحث عن جهات وشخصيات أخرى."

فضيحة إيران غيت

وادّعى شقيق المرشد أن "علاقة رفسنجاني بالأميركيين بدأت مع قضية "مك فارلين" أو فضيحة "إيران غيت" الشهيرة"، التي عقدت بموجبها إدارة الرئيس الأميركي ريغان اتفاقاً مع إيران لتزويدها بأسلحة متطورة أثناء حربها مع العراق في بدايات الثمانينيات وذلك لقاء إطلاق سراح الرهائن الأميركيين في لبنان.

ووفقاً لمحمد خامنئي فإن "ذهاب مك فارلین إلى إيران وإقامته عند رفسنجاني ثم الكشف عن هذا الموضوع بواسطة أقرباء آية الله منتظري كان سببه المنافسة السرية بين منتظري ورفسنجاني للتواصل مع أميركا.. وقد قامت جماعة منتظري بفضح رفسنجاني لكي يعاقب من قبل آية الله الخميني"، على حد قوله.

وأضاف:" إن سبب زيارة مك فارلین لإيران ولقائه برفسنجاني وقضية "إيران غيت" بمجملها كانت بهدف تقوية النفوذ الأميركي في إيران مستقبلاً والتخلص من "النظام الثوري الإسلامي"، حسب تعبيره.

واعتبر الأخ الأكبر للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية أن قضية "إيران غيت" محاولة أميركية لكسب شخصيات بارزة في إيران، وقال إن المرشد، أي شقيقه علي خامنئي، "كان بالمرصاد لتلك المؤامرة وقد تصدى لها".

وحول محاولات رفسنجاني لتسلم قيادة الجمهورية الإسلامية قال محمد خامنئي: "عندما كان رفسنجاني رئيساً للجمهورية، جرى الحديث عن بقائه في منصبه مدى الحياة، الأمر الذي تصدى له المرشد الأعلى علي خامنئي بحكمه".

حلم قديم

وأضاف: "إن مشروع رئاسة رفسنجاني لمدى الحياة كان مقدمة لحلمه القديم لتسلم زمام الجمهورية الإسلامية بعد وفاة الإمام الخميني، ولكنه كان قد تأخر في تحقيق هدفه، حيث صوّت مجلس الخبراء لعلي خامنئي كمرشد أعلى للجمهورية وانتهى الأمر".

وادعى خامنئي أن "علاقة رفسنجاني والإصلاحيين مع الأميركيين ما زالت مستمرة"، وقال إن "قضية علاقة رفسنجاني بالبيت الأبيض لم تكن مجرد علاقة عابرة ما بين رئيس أميركي ومسؤولين إيرانيين في قضية "إيران غيت"، بل تأتي في إطار السياسية الأميركية للتوغل في إيران"، على حد تعبيره.

وأضاف: "هذا يعني أن تلك السياسة لم تتغير بتغير رؤساء الجمهورية في إيران بل ظهرت بأشكال مختلفة كما في احتجاجات 2009 على نتائج الانتخابات الرئاسية وكذلك احتجاجات الطلاب عام 1998".

يذكر أن محمد خامنئي يبلغ من العمر 79 عاما يرأس حاليا معهد "إيران شناسى" ومؤسسة "حكمة صدرا" الفلسفية، وهو نائب برلماني سابق وكاتب وباحث ومختص في الفلسفة الفارسية ما قبل الإسلام.

وكان خامنئي من أعضاء مجلس صياغة الدستور الإيراني بمرسوم من مؤسس الجمهورية الإسلامية آية روح الله الخميني عام 1979، كما شغل منصب قاض في في محكمة الثورة وعضو بمجلس خبراء القيادة.