ينطلق اليوم الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، من دون ان يتفق الطرفان على النقطة الرئيسية التي تنقسم حولها القوى السياسية، أي رئاسة الجمهورية.
«المستقبل» يريد الحوار لسحب ترشيح عون وجعجع، فيما حزب الله متسمك بترشيح حليفه قائلاً للمعترضين: احكوا مع الجنرال
دخل لبنان عملياً عطلة الأعياد، من دون أن تحمل نهاية العام أي جديد على مستوى ملف الاستحقاق الرئاسي. لكن رئيس المجلس النيابي نبيه برّي أصر على ما يسمّيه «عيدية» للبنانيين، من خلال إطلاق الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل قبل العيدين.
سيظلّل سقف عين التينة برئاسة برّي الحركة السياسية المتمثّلة بعقد أول جلسة حوار بين حزب الله وتيار المستقبل بعد ظهر اليوم. جلسة يريد لها المشاركون فيها وراعيها أن تكون صافرة تنفيس الاحتقان المذهبي، قبل مناقشة جدول أعمال يمهّد لحوار أوسع «يشمل كل القوى السياسية».
قد تبدو هذه العيدية ناقصة بالنسبة إلى بعض المكونات الأساسية التي اعتبرت أن إعطاء الحوار طابعاً إسلامياً يقلل من أهمية المكوّن المسيحي، ويظهر كأنه متلقّ لا مشارك أساسي في صناعة الحل.
مع أن القصد من تعيين موعد للقاء الطرفين قبل العيدين، بحسب مصادر عين التينة «يهدف بالدرجة الأولى إلى طمأنة المسيحيين».
ورُغم أن المواكبين للحوار يحاولون توسيع رقعة الملفات، إلا أن مصادر تيار المستقبل تُصر على أن «البند الرئيسي والأساسي هو تخفيف الاحتقان الذي سيكون له متمّمات في المناطق، إضافة إلى تحييد بعض القوى عن الاشتباك، واستكمال الخطّة الأمنية في البقاع الشمالي».
أما البند الثاني، بحسب مسؤول مستقبلي مشارك في الحوار، فهو «سحب المرشحين الرئاسيين سمير جعجع وميشال عون من التداول والذهاب نحو الاتفاق على أن يكون رئيس الجمهورية العتيد توافقياً.
وهنا نؤكّد أننا لسنا ذاهبين إلى تسمية رئيس كما يروّج البعض». هكذا تختصر المصادر اللقاء المستقبلي الذي جمع في الرياض النائب سعد الحريري بنواب ووزراء التيار، مؤكداً أمامهم أن «الحريق المذهبي يدفعنا إلى فعل أي شيء، ولا سيما أن التطورات التي تحصل في سوريا والعراق تنذر باحتمال وقوع مشكل كبير داخل لبنان».
وقالت المصادر إن «الحريري يعتبر أن الحوار مع حزب الله جزء من التماسك الوطني، وهو عنوان رئيسي لإيجاد نقاط مشتركة مع الحزب، بعيداً عن الملفات الاستراتيجة التي تفرّقنا، وفي مقدّمها الميدان السوري». وأكد الحريري أمام من التقاهم أن «سلاح حزب الله وقتاله في سوريا والمحكمة الدولية لن تكون على جدول الأعمال، حتى قانون الانتخابات الذي اتفق على أن لا نقاش حوله إلا بعد انتخاب رئيس الجمهورية».
أما الأسماء التي ستمثّل تيار المستقبل (مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري، والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر) فقد تمّ اختيارها بناء على «رغبة من الرئيس الحريري إعطاء طابع جدّي للحوار والقول إن كل المستقبل مشارك في الحوار كتلة وحكومة من بيروت إلى الشمال، وقد اعتمد حزب الله القاعدة نفسها باختيار نواب من الجنوب والبقاع (النائب حسن فضل الله والوزير حسين الحاج حسن إلى الجانب المعاون السياسي للسيد حسن نصر الله الحاج حسين الخليل».
ورأت المصادر أن «اختيار الحريري للوزير المشنوق سببه أن الأخير كان أول المتحمسين لهذا الحوار، والأكثر اندفاعاً له منذ أن أعلن الحريري نيته التواصل مع الحزب». وعن شكل اللقاء الأول، لفتت المصادر إلى أنه «سيكون بمثابة مشهدية أو مقدّمة لكل ما ستكون عليه الفترة المقبلة، وتشمل ما يُحضّر له في كواليس الرابية ومعراب». وهذا اللقاء «الذي سيغيب عنه الإعلام، سيصدر عنه بيان بعناوين عريضة تؤّكد على ضرورته في هذه المرحلة، فقط لا غير».
من جهة أخرى، لا يزال ملف المخطوفين العسكريين لدى تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» مكانك راوح، مع تعدّد الوسطاء الذي يضفي على القضية مزيداً من التعقيد والغموض. وجديد القضية، كان في تأكيد قيادي في جبهة النصرة لوكالة «الأناضول» أمس أن «مفاوضات الإفراج عن العسكريين الرهائن متوقّفة تماماً ولا يوجد أي وسيط يتولّى التواصل معنا». تصريح القيادي يأتي بالتزامن مع الحديث عن بدء نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي بالوساطة بناء على طلب من رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط عبر الوزير وائل أبوفاعور، ليلعب دور ناقل الرسائل بين الخاطفين والدولة اللبنانية، إلى جانب وساطة الشيخ وسام المصري. أما أهالي العسكريين فيتحركون على المستوى السياسي، حيث زار وفد منهم وزير العدل اللواء أشرف ريفي في مكتبه في الوزارة. وأشار الأخير بعد اللقاء الى أنه «تحدث مع الأهالي عن جهود خلية الأزمة»، وأكد أن «حياة العسكريين تسمو فوق أي ثمن»، وأنه «شخصياً يعطي نائب رئيس بلدية عرسال أحمد فليطي الثقة بالتكليف، علماً بأن الفليطي لم يفوّض من قبل مجلس الوزراء». وأعلن الأهالي بعد لقائهم وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أيضاً «تأييدهم لجهود الفليطي لإطلاق أبنائهم»، وقالوا إن الوزير المشنوق «أكد لنا أن المقايضة موجودة بدون أي شروط». وقد نقلت قناة الـ«أم تي في» عن الأهالي أن «زيارتهم المقبلة ستكون للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله».