الحفاوة التي احيطت بالزيارة التي قام بها رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع إلى المملكة العربية السعودية وتوقيت هذه الزيارة عشية البدء بحوار داخلي يتم التحضير له بين حزب الله وتيار المستقبل وفي ظل كثرة التصريحات الصادرة عن مراجع سياسية عن إمكانية التوصل الى ازالة العراقيل والعوائق التي تحول دون تامين لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية التي تترافق مع حركة زيارات لموفدين دوليين واقليميين وفي مقدمتهم رئيس دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجيه الفرنسية جان فرانسوا جيرو والموفد الروسي ميخائيل بوغدانوف ونائب وزير الدفاع الأميركي ماثيو سبنس والسفير البابوي غابريال كاتشيا.
إذ ان هذه الزيارات تشمل العديد من العواصم الاقليمية ذات التأثير في صناعة الرئيس التوافقي إضافة الى العاصمة اللبنانية بيروت.
هذا المشهد السياسي دفع ببعض الأوساط السياسية والدبلوماسية إلى التساؤل عما اذا كان جعجع في زيارته الأخيرة الى السعودية سيشكل الغطاء من اجل التوافق على اسم الرئيس الجديد بمعزل عن موافقة العماد ميشال عون وذلك على غرار ما كان الامر عليه بالنسبه إلى التمديد الأخير للمجلس النيابي اذ أصر يومها الرئيس برئ قبيل إنعقاد جلسة التمديد على موافقة القوات اللبنانية كفريق اساسي مسيحي يوازي من حيث الغطاء السياسي تيار العماد عون حتى يكتسب التمديد الشرعية المطلوبة....
وفي ظل اصرار عون على تقديم نفسه كمرشح وحيد للرئاسة فإن المخاوف بدأت نكبر لدى مسؤولين لبنانيين وخارجيين من أن تؤدي لحظة تفاهم إقليمية خاصة بين ايران والسعودية إلى حلحلة في الموضوع الرئاسي فيؤدي هذا التفاهم إلى التوافق على اسم الرئيس العتيد ويتم انتخابه دون الاخذ برأي عون على أن هذا التوافق بحاجة إلى غطاء مسيحي لا بد منه لئلا يقتصر التوافق على الافرقاء المسلمين في لبنان.
وعليه فإنه ينبغي الاعتماد على فريق مسيحي يؤمن الغطاء السياسي المطلوب لهذا التوافق في حال حصوله وبذلك فإن جعجع يمكن أن يؤمن هذا الغطاء.
ومن المفارقات ان العماد ميشال عون يستبعد نفسه عن تسوية الرئاسة كما استبعد نفسه عن تسوية الطائف فلا يوافق على أي رئيس سواه في حين يترك أمام جعجع للعب دور أساسي وحاسم في حلحلة العقبات في البلد.
وبذلك تستحضر مفارقة غريبة أخرى حول انتظار عون توافق الدول الإقليمية او الدوليه مرة جديدة من أجل تأمين التوافق حوله لانتخابه رئيسا فتاتي هذه التوافقات على حسابه وفي غير مصلحته كما حصل في انتخابات 1989 و 2008....
ومع كثرة التصريحات عن إمكانية التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية فإن أحدا لا يستطيع ان يجزم بموعد جلسة الانتخاب. وبالتالى فإن الجهود التي تبذل اليوم تقتصر على الحلحلة تمهيدا لاجراء الإنتخابات الرئاسية.
وهذه الحلحلة ادت إلى الإطاحة بعدد من المرشحين المحتملين بحيث يتم الإبقاء على اثنين من المرشحين يكون الرئيس أحدهما.....................