كثيرة هي أوجه التشابه بين رئيس وزراء العراق السابق نوري المالكي والنائب ميشال عون، ففضلا عن التحالف الوطيد مع حزب الله والمحور الإيراني، يأتي الشبق المميت بالوصول او البقاء والاحتفاظ بكرسي الحكم وبالموقع الأول ولو على حساب تمزيق الوطن او حرقه،
ولا ادري هل هي واحدة من شروط الانضمام الى هذا الحلف وهذا المحور هو التمتع بدرجة عالية من الشخصانية وتأليه الذات على حساب كل شيء، ام ان نفس الانضمام يخلق بعده بالتراكم او بالتربية السياسية. هذه الآفة المميتة للاوطان والمدمرة له ؟ وهنا أيضا لا بد من المرور على ذكر شعار ( بشار او نحرق البلد )
فالمالكي بسياساته المذهبية وبإدارته المتهورة لشؤون العراق وحجم الفساد والسرقات التي نسمع عنها كل يوم بما يشيب منه شعر الأطفال، وحجم الانقاسامات التي اوجدها في المجتممع العراقي الذي اوصله الى ما وصل اليه الان من ازمة وجودية تهدد ليس فقط العراق بل المنطقة برمتها،
كل هذه النتائج التي زرعها نوري المالكي وغذاها يوميا كما صرّح أخيرا مستشار وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي سبحاني، انما كانت تهدف الى شيء واحد احد هو بقاء المالكي في الحكم ليس الا.
وللأسف فلم يتنحّ هذا الأخير الا بعد " خراب " الموصل، وسقوط اكثر من ثلث العراق بيد داعش ووصولها الى أبواب بغداد مما اضطر الإيراني حينئذ للإقدام على الخطوة الاضطرارية بإزاحته راغما والتي كان يمكن اتخاذها قبل زمن بعيد.
وكأن الحالة نفسها تتكرر في لبنان، فميشال عون أيضا نراه يُغمض عينيه عن حجم الاخطار المحدّقة بالبلد، فلا تعنيه كل ما يتخبط به من أزمات ومآسي واضطرابات وتفلّت امني وفساد ينهش بجسد الدولة والكيان،
صحيح ان هذا كله ليس بجديد انما الحالة التي وصلنا اليها الان تُهدد بشكل فعلي الحالة الوجودية، وهي الأخطر في التاريخ اللبناني، خاصة مع ما تتناقله التقارير الأمنية والإعلامية من اخبار عن نية جدية للتنظيم الإرهابي داعش بتحويل نشاطه الإرهابي الى المقلب الاخر المحاذي للحدود اللبنانية في منطقة القلمون كمقدمة لفتح جبهة لبنان وما اعلن داعش عن نيته في " تحرير " بعلبك من حزب الله ،
فهل سيفهم عون ومن خلفه ضرورة الاقدام على خطوة تسووية تنقذ ما تبقى من هيكل الدولة، للتفرغ الى مواجهة هذا الخطر الداهم،، ام ان هكذا خطوة مؤجلة الى ما بعد " خراب " بعلبك لا سمح الله ،