حتى الساعة وعائلات الأسرى العسكريين ينتظرون مصيرأبنائهم في خيمهم المرفوعة في وسط بيروت وبوجه قصر الحكومة المُقصّرة في الوصول الى حل يفك وثاق المعتقلين وينقذهم من براثن عدو لا يرحم . وكلما سمعوا خبراً سيئًا قامت العائلات باشعال النار بالاطارات تعبيراً منها على عمل قادرة عليه بدلاً من الانتظار الصامت على جدار الصمت للقصر الحكومي قتثير بذلك موجة حماسية باتت معتادة لبعض الاعلاميين المنتظرين أمام كاميراتهم لتسجيل حدث جديد في ملف بات قديماً نتيجة محاذير داخلية و خارجية أفقدت الحكومة ثقتها بنفسها كمحور أساسي وليس استثنائي في عملية المُفاوضة الخالية من أيّ مقايضة حتى الآن .
في المقابل تبرز الخطوات الأمنية كانتصارات على داعشية نسائية لرموز تسهم في مضاعفة الأزمة السورية في لبنان وفي خلق عقبات أخرى بوجه ملف الأسرى العسكريين . وبعض وسائل الاعلام اللبناني يثير ما من شأنه أن يجر البلاد والعباد الى فتن متنقلة لا حصر لها وبالتالي الى استدعاء قوات تورا بورا الى التوغل أكثر في الوحول اللبنانية .
كان ينقص لبنان أمُ بكر البغدادية وأمُ علي الشيشانية كي تشغله قضية نسائية من هذا النوع وهناك من يُطبل بطبلة الرقص فرحاً لوقوع نساء في شراك الأمن وكأنهم لا يدرون عواقب الأمور ومن بينها امكانية تجنيد انتحاريين جُدد للدفاع عن العرض الداعشي انطلاقاً من خصوصية اسلامية تحذر ولا تبيح التعرض لمحذور نسوي فكيف وان كانت النساء زوجات " خليفة" و"أمراء" تمت مبايتعتهم من قبل أمّة تتجاوز ال6ملايين نسمة وتعيش تحت سقف الدولة الاسلامية بعد أن أقسمت على الولاء والطاعة العابرة للحدود .
دخل لبنان عملياُ صراعاُ لم تقدر عليه حتى الآن قوات التحالف الدولية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وبات الحديث الذي كان مصطنعاً في مرحلة ما واقعاً قادماً لا محالة وربما السيناريوهات السخيفة في لحظة ما أيضاً باتت مسرحاً جديّاً ومحتملاً أكيداً لجحافل جيش الدولة الاسلامية القادمة من معابر حدودية شتى طالما أردنا معركة مع أناس يعشقون المعارك وأعطيناهم أسباباً كافية لغزوتنا المنتظرة من مغول وخوارج لا يجيدون الا لغة السيف ولهم في التاريخ الاسلامي أسوة يعملون على تطبيقها بكل ما أوتيو من قوّة ومن رباط خيل .