مخالفة الكفار في بلاد الغرب هي السبيل للفوز والسعادة في الدارين – الدنيا والآخرة – هكذا هي الثقافة التي هي وليدة الروايات التاريخية ، والمنهج في الدراسات الإسلامية لأنَّ الغرب كافر بالله تعالى ، ولا قيمة له بكل ما ينجزه من علوم وإبداعات وتطورات في سبيل الإنسان وحاجاته....لأنه بمخالفتكم للغرب الكافر ينصركم الله ويثبِّت إيمانكم وأقدامكم ، ويُطهِّر قلوبكم ، ويُنير دروبكم ، ويُصلح أحوالكم ، وينصركم على العالمين...بتلك المخالفة تحقِّقون الفوز والنجاح والفلاح ، فإن صدقوا ، فاكذبوا ؟ لأنَّ الكذب ملح الحياة وأنتم خير العارفين ، لأنه بالكذب تحيا الحياة ، وتُقضى الحاجات ، بالكذب تنتصرون على خصومكم ومخالفيكم...فإن هم عمروا البلاد ، فليكن الخلاف بتهديم البلاد ، إن هم دعوا للسلم ، فلتكن الحرب التي لا تبقي ولا تذر، ومع ذلك فلتتمتَّعوا بإنجازاتهم وإختراعاتهم وعلومهم وبعد ذلك قوموا بشتمهم ونعتهم بوصف الكفر لأنه لا لوم عليكم ، أنتم المفضَّلون ، وأنَّ الله تعالى خلقهم من أجلكم وسخَّرهم لخدمتكم وخدمة الأمة الإسلامية....إنَّ الغرب إذا عشق الحياة ، فليكن عشقكم للموت ، هم برعوا في الفيزياء والكيمياء ، وأنتم برعتم في البلاغة والفصاحة والخطب الجهادية الثورجية والحماسية...هم أبدعوا بعلوم الرياضيات ، مخالفتكم لهم بإبداع علوم الجِّن والسحر والشعوذة ، هؤلاء الكفار قد وضعوا قانون تداول السلطة ، وأنتم وضعتم قانون لا حكم إلاَّ للقائد والرئيس ، هم وضعوا قانون المحاسبة والمراقبة ، وأنتم وضعتم قانون حماية السارق والقاتل...هم نادوا بالحرية والمساواة، وأنتم ناديتم بالتبعية والعبودية ، هؤلاء الكفار طالبوا بحقوق الإنسان ، وأنتم طالبتم بحقوق السماء ، هم قالوا بحكم الشعب ، وأنتم تخالفوهم وتقولوا بحكم أولي الأمر والفقيه والولي ، هم ذهبوا إلى الديمقراطية ، وأنتم ذهبتم إلى ولاية الفقيه وولاية أهل الحلِّ والعقد ، هم قالوا بلزوم الإنتخاب ، وأنتم إلتزمتم وألزمتم بالبيعة....إنَّ هؤلاء الكفار نادوا باحترام رأي المعارضين ، وأنتم تنادوا بطرد من لا يبايعكم ، ولهذا إذا أردتم الرشد والفلاح فلتخالفوا الكفار في أزيائهم وأشكالهم وفي طعامهم ، فإن هم أكلوا وجبة واحدة في اليوم ، فخالفوهم وكلوا حتى التخمة ليلاً ونهاراً ، إن هم حبَّذوا قِوام نحيل أجسامهم ،فلتكن المخالفة بتعريض الأرداف ، ونفخ الكروش وملئ الجيوب بالقروش ، وإن هم عملوا لأنفسهم ، فاعملوا لغيركم، وإن هم إعتمدوا على أنفسهم ، فلتعتمدوا على القضاء والقدر ، ولا يصيبكم إلاَّ ما كتب الله لكم... بهذا تكونون خير الأمة الرشيدة وتكونون النموذج الأسمى والمثل الأعلى بمخالفة الكفَّار ، للحفاظ على التراث ، والثوابت الأصيلة والقِيَم النبيلة ، بهذا حقِّقتم الإنتصار على ذواتكم ، وانتصرتم على أعداء الأمة وأعداء الإنسانية ، لكي تصونوا البلاد والعباد وتحرِّروا الاوطان ، وهذا ما يُثبت صحة القاعدة "الرشد في خلافهم"....
.الشيخ عباس حايك
الرشد في خلاف الغرب.....!
الرشد في خلاف الغرب.....!الشيخ عباس حايك
NewLebanon
مصدر:
لبنان الجديد
|
عدد القراء:
1103
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل ( ٨ ) سفارة لبنان في...
الشاعر محمد علي شمس الدين يترجل عن صهوة الحياة الى دار...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (7) سفارة لبنان في...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (6) سفارة لبنان في المانيا...
65% من المعلومات المضللة عن لقاحات كوفيد-19 نشرها 12...
لبنان: المزيد من حالات وارتفاع نسبة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro