شهدنا خلال الايام القليلة الماضية عدة مبادرات حوارية بين اطراف اسلامية من جهة وبين قوى واحزاب سياسية لبنانية، فالجماعة الاسلامية تقوم منذ فترة باستضافة قياديين ونواب من احزاب لبنانية وتقوم بزيارات ولقاءات مع احزاب اخرى، وقد استضافت الجماعة نائب القوات اللبنانية انطوان زهرا الذي تحدث عن دور القوات ومواقفها وتم تكريم زهرا من قبل الجماعة وتسليمه درعا تقديريا، كما استضافت الجماعة امين عام الحزب الشيوعي اللبناني الدكتور خالد حدادة الذي عرض مواقف الحزب امام كوادر وقيادات الجماعة وكتب مقالا في جريدة السفير معبرا عن اعجابه وتقديره لمبادرة الجماعة، كما قام وفد من الجماعة بزيارة المنسق العام لحزب الكتائب النائب سامي الجميل وكانت اجواء اللقاء ايجابية حسب البيان الصادر عن الجماعة.
وشهدنا ايضا في اليومين الماضيين قيام رئيس حزب الكتائب امين الجميل بزيارة الى جنوب لبنان حيث تم استقباله من قيادات حركة امل وحزب الله وقد رحب النائب علي حسن خليل والنائب الدكتور علي فياض بالزيارة وشدّدا على اهمية الحوار بين اللبنانيين.
ويستعد حزب الله وتيار المستقبل للجلوس على طاولة الحوار بدعم من الرئيس نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وذلك للبحث بالملفات السياسية العالقة.
وهناك مبادرات حوارية عديدة على مستوى لبنان والمنطقة، لكن بالمقابل لا نجد مبادرة جدية للحوار بين القوى والحركات الاسلامية للبحث في نقاط الخلاف بينهم والاتفاق على ادارة الامور لحين التوصل الى تفاهمات مستقبلية.
طبعا ان زيارة وفد حركة حماس الى طهران تشير الى وجود حراك اسلامي على صعيد المنطقة، كما حصلت منذ فترة لقاءات غير معلنة بين بعض القيادات الاسلامية اللبنانية والفلسطينية لكنها لم تؤد الى اية نتيجة وفضّل الجميع ابقاء هذه اللقاءات في اطار السرية خوفا من حصول انتقادات لدى المحازبين والعناصر بعد التعبئة المستمرة بين هذه الاطراف.
ان قيام اطراف اسلامية بمبادرات حوارية تجاه اطراف حصل معها صراع تاريخي فكري وسياسي وعسكري ، يشكل خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح ويؤكد قدرة هذه الاطراف الاسلامية على تجاوز الخلافات والسعي للبحث عن النقاط المشتركة مع هذه الاطراف او للتعرف على مواقفها عن قرب.
لكن اليس الاجدى ايضا اللقاء والحوار بين الاطراف الاسلامية في الساحة اللبنانية والعربية من اجل البحث عن نقاط الخلاف وكيفية تجاوز هذه النقاط ومن اجل التوصل الى تسويات سياسية تقطع الطريق امام المزيد من الصراعات والحروب؟.
طبعا لا تحتاج القوى والحركات الاسلامية الى تذكيرها بكل الأدبيات الاسلامية التي تدعو الى الحوار واللقاء والعمل من اجل تقارب المواقف وحقن الدماء فهي ادرى بكل ذلك لكن المهم ان تحوّل تلك الادبيات الى افعال ومبادرات وتلك مهمة ليسة صعبة.
قاسم قصير