وصل وفد رفيع المستوى من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية يوم الاثنين الماضي إلى العاصمة الإيرانية. يترأس الوفد، محمد نصر عضو المكتب السياسي ويرافقها كل من ماهر عبيد وأحمد حمال عيسى عضوان في المكتب السياسي وأسامة حمدان مسؤول العلاقات الدولية بحركة حماس وخالد قدومي ممثل الحركة لدى طهران.
وسيلتقي الوفد الفلسطيني بعدد من المسؤولين الإيرانيين، محاولة منه لإعادة العلاقات إلى سابق عهدها وإيعاد المياه إلى مجاريها.
وقال محمد نصر في حوار مع المكتب الإعلامي الفلسطيني بطهران، إننا نريد تعزيز علاقاتنا التاريخية مضيفاً بان حركة حماس تعطي أهمية خاصة لتعزيز هذه العلاقات التاريخية.
هذا وساد الفتور على العلاقات بين الطرفين منذ 2011 خاصة بعد اشتداد الأزمة السورية ووقوف حماس بجانب المعارضة السورية المسلحة، ومحاولة هذه الحركة للبحث عن حاضنة عربية وحتى تركية سنية تعويضاً لها عن إيران الفارسية الشيعية. وأعادت الحركة حينها علاقاتها مع الأردن بوساطة قطرية وقام خالد مشعل بزيارة المملكة الأردنية بعد سنوات طويلة وزار والدته التي تعيش هناك.
ولكن إيران لم تقم بتدمير الجسور الرابطة وتركت للزمان مفعوله، واستمرت في دعم الجناح العسكري للحركة داخل قطاع غزة، رغم استياءها من مشاركة عناصر من الحركة في المواجهات العسكرية مع الجيش السوري و قوات حزب الله.
قبل اسابيع من حرب غزة الأخيرة زار وفد من حركة حماس، طهران كأول مبادرة منها بترميم العلاقات ولكن ما غير الوضع تماماً هو العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة التي تبين من خلالها أنه لا يوجد داعمين حقيقيين لحركة حماس وبل القضية الفلسطينية سوى إيران وسوريا. وما لفت الأنظار حينها هو خروج الجنرال قاسم سليماني من الظلال عبر إرساله رسالة مفتوحة ملحمية إلى محمد الضيف قائد الجناح العسكري للحركة في غزة، مما اظهرت بأن إيران لديها نفس طويل وأحضانها مفتوحة لكل من بإمكانه إزعاج الكيان الصهيوني الغاشم.
يمهد وفد الحركة خلال زيارته طهران، لزيارة قريبة لخالد مشعل، وسيعود خالد الذي اطمأن عن والدته في الأردن قبل ثلاثة أعوام، إلى أحضان الأم الإيرانية الحنون وسيجد بأن حنان إيران لا تعويض عنه كما حليب الأم.