في ظل المحطات البارزة التي نجح فيها الحزب التقدمي الاشتراكي , من خلال تمثيله السياسي والوزاري بمعالجة ملفات حياتية وامنية وصحية وبيئية وسياسية , وما للاهمية الانسانية في حل مشكلة الموظفين المياومين الذين يشكلون شريحة اجتماعية حيوية تعيش في خط الفقر , والتي تشكل مدخلا لاستيعاب الازمات الطارئه بمعزل عن معضلات التركيبة البنيوية للنظام السياسي والاقتصادي, يقودنا الاستنتاج في ظل غزارة الملفات المطروحة والتي تفرض نفسها ,في تزامن قل نظيره ,وفي مقدمتها,قضية العسكريين المخطوفين وعائلاتهم التي تختزن بجانبيها الانساني والسياسي بعدا وطنيا ,والتي لا يمكن معالجتها الا بموقف سياسي معتدل في ظل ارتباطها بازمة المنطقة بمجملها متجاوزة الاطار الوطني  المحلي وصولا الى مشروع دولي ,ترتبط فيه نشاطات انضاج شروط التسوية على المستوى الاقليمي .
 اذن الحراك الذي واكب مسالة العسكريين برعاية من الزعيم الوطني وليد جنبلاط مرتبطة بخلفية خطابه وموقفه القائم على الاعتدال والواقعية السياسية والسلم الاهلي ووحدة البلاد دون التخلي عن الثوابت المبدئية ونهله من تراث اهم ما فيه قضية الانسان والوطن. وما لهذه المروحة من المهام الشاقة والمضنية التي تستكملها المعركة الصحية والبيئية في اطهر اداء وبتماس مباشر مع الانسان الذي يصلح شعارا سياسيا يتوحد على اساسه الشعب اللبناني بقفزة متقدمة وخارج المالوف الطائفي ,وينظر المواطن بخجل الى من يدعي تمثيل اللبنانيين نقابيا او مذهبيا اويساريا كيف كان بعيدا عن الانخراط في هذه المواجهة. 
هذا القليل من وقفات الوفاء للشهيد كمال جنبلاط التي لا يمكن ان تخدشه بعض االاستعراضات الاعلامية المشبوهة في توقيتها. في ظل تسلط الاضواءعلى الحزب التقدمي الاشتراكي ورئيسه وفي ظروف خطيرة ,لياتي من يقدم نفسه اداة رخيصة مدفوعة نتمنى ان تكون مصادفة عابرة. اخيرا اعتبر بان التفاف الشعب اللبناني خارج تمثيله التقليدي خرج ليقول كلمته ,نعم للامن الغذائي ,نعم للتبادل من اجل انقاذ العسكريين, نعم لحل مشكلات الشرائح المهمشة ,وسوف تبقى هذه البصمات محفورة في تاريخنا ووسوف تراكم عليها الاجيال من اجل مستقبل افضل

 

 

منير بركات رئيس الحركة اليسارية اللبنانية