أسئلة كثرة تُطرح حول ما إذا كان هناك ارتباط بين الكمين الذي نفّذه الإرهابيون ضد سيارة عسكرية للجيش اللبناني في جرود رأس بعلبك، والغارة الصهيونية على ريف دمشق؟
الخبراء العسكريون يؤكدون التلازم والتكامل بين العدوانين، إذ سبق الكمين ضد دورية الجيش اللبناني في جرود رأس بعلبك، تحليق مكثف لطيران الاستطلاع الصهيوني، تركز بشكل خاص بين منطقتي أبلح ورياق، ففي أبلح توجد قيادة منطقة البقاع العسكرية، وفي رياق قاعدة جوية وقوات عسكرية هامة للجيش تتمثل بالفوج الثاني، ما يعني أن هناك رصداً "إسرائيلياً" لحركة الجيش، كانت تنقل إلى الإرهابيين في جرود عرسال اللبنانية والقلمون السورية، وكان الاختيار لآلية للجيش بمفردها، لتوجيه الرسالة الدموية التي أُعقبت بإعدام الدركي علي البزال، من أجل إثارة فتنة في البلاد، تشغل المقاومة عن دورها في مواجهة الإرهاب، وفي مواجهة العدو "الإسرائيلي" من جهة، وتسهم في فك الطوق والحصار عن إرهابيي "النصرة" و"داعش" و"الجبهة الإسلامية"، وغيرها من المجموعات المسلحة التي تلقت في الآونة الأخيرة هزائم متتالية على يد الجيش السوري، بدءاً من الجنوب السوري في درعا وريفها والقنيطرة وريفها، ودير الزور وحلب.
لا بد هنا من الإشارة، حسب الخبراء العسكريين، إلى حركة النائب وليد جنبلاط ومواقفه الأخيرة التي جعلت من "النصرة" معتدلة، رغم معرفته أنها تابعة لـ"القاعدة"، وتأكيده على ضرورة التعاطي معها، وتنفيذ متطلباته، لنصير كأننا أمام ما كان يُعرف في الجنوب اللبناني قبل 1982 "فتح لاند"، ومن ثم اتفاقية قاهرة جديدة.
وهنا، يقرأ الخبراء العسكريون الدخول "الإسرائيلي" على الخط، والذي جاء بعد الانتصارات النوعية للجيش السوري، سواء على خطوط التماس مع الجولان المحتل، أم على الحدود السورية - الأردنية، دون أن ننسى إحباط محاولة التوتير التي حاولتها المجموعات الإرهابية على الحدود الجنوبية الشرقية، ومحاولات تحويل مناطق العرقوب وشبعا إلى ما يشبه واقع عرسال، طبعاً بالتعاون مع العدو "الإسرائيلي"، وبعض الجماعات اللبنانية المرتبطة بالإرهابيين أو بالعدو "الإسرائيلي"..
أما في الشرق على الحدود اللبنانية، فقد تم قتل المئات من المسلحين الذين حاولوا التسلل إلى أكثر من منطقة في القلمون.
في ظل هذه الأجواء جاءت الغارة "الإسرائيلية" على ريف دمشق، لتؤكد للجماعات الإرهابية أنهم ليسوا وحدهم، ولضمان بقاء "جبهة النصرة"، وأنها ستبقى معيناً وإمداداً لها.
الخبراء يذكّرون بتجارب عدوانية سابقة للعدو الصهيوني، ترافقت مع انتصارات باهرة للجيش السوري، منها على سبيل المثال إبان معركة القصير، حيث دخلت "إسرائيل" على الخط لتقول إن "القصير خط أحمر"، فكان أن سُرِّعت المعركة وحُسمت.
ومع معركة القلمون، وبداية سقوط يبرود، دخلت "إسرائيل" على الخط، فأغارت على منطقة "جمرايا"، دون أن ننسى غارتها على منطقة جنتا في البقاع اللبناني.
ويومها كان الرد الكبير، حينما دمر الجيش السوري دبابة "إسرائيلية" في منطقة الجولان المحتلة، فقتل من فيها، وبينهم ضابط صهيوني، كما كان رد المقاومة الإسلامية النوعي في مزارع شبعا.. وفيها فهم العدو الرسالة جيداً.
أمام التطورات المتلاحقة، وصمود سورية وحلفاؤها، والتقدُّم الذي يتحقق في أكثر من مكان؛ من باب المندب، إلى سورية ولبنان والعراق، وبينها الشعب الفلسطيني الباسل، إلى أكثر من مكان في العالم، ثمة إرهاصات متسارعة تؤشر إلى أن العالم يستعدّ لوضع أسس نظام عالمي جديد، كان قد أعلن عنه فلاديمير بوتين مع بداية الأزمة السورية حينما قال: "إن قواعد النظام العالمي الجديد تخرج من سورية"، ما يعني أن هذا النظام سيحكم العالم في السنوات المقبلة، بعد أن فقد الأميركي قوته التي تضع السياسات العالمية.. فأين الأعراب والإرهاب والأتراك من هذه التطورات؟
الأعراب ينطبق عليهم تماماً ما قاله وزير خارجية قطر السابق حمد بن جاسم عند العدوان على غزة: الأعراب "عندما تحضر إسرائيل كلهم نعاج"، فكيف الحال هنا إذا أشار لهم السيد الأميركي بإصبعه؟!
ثمة رابحون وخاسرون مع بدء قيامة العالم الجديد.. الرابحون بالتأكيد سيكون السوري والمقاومة وإيران وروسيا وأصدقاؤهم.. فالعالم بعد كل هذا سيكون في الأشهر المقبلة أمام اتفاق تاريخي بين الغرب وإيران في الملف النووي الإيراني.
روسيا، رغم كل الحصار، واللعبة الأميركية - السعودية بعرض فائض كبير من النفط وتدهور أسعاره، ستكون في النتيجة هي الرابحة، وفوقها الاعتزاز بالهوية والانتماء الروسيين.
أما الخاسرون فستكون في أولهم "إسرائيل"، لأنها دولة لم تعد تصلح لا للحرب ولا للسلام.. تركيا من الخاسرين حتماً، لأنها رهنت كل مستقبلها على نتائج الحرب على سورية، وإذا كان جون ماكين قد قال عن رجب طيب أردوغان: "فعلاً إنه رجلنا، لأنه فعل كل ما في وسعه لتحطيم سورية"، إلا أن وزير الحرب الأميركي الجديد اشتون كارتر لا ينظر بارتياح إلى الدمية التركية العجيبة، فكيف إذا أغراه فلاديمير بوتين وجعله يوقّع على إنشاء مفاعل نووي، بحيث إن اردوغان بدأ يفكر بقنبلة نووية، وحسب أوساطه يشعر بندم لأنه لم يسلك طريق إيران، حيث تبدو واشنطن أكثر اهتماماً واستماعاً إلى ما يقوله الإمام الخامنئي والرئيس روحاني.
الخاسرون بالتأكيد أيضاً دول قيادية في المنطقة، فبالإضافة إلى تركيا، هناك السعودية التي ربطت مصيرها بنتائج الحرب على سورية.
إذن، لا بد أن يدفع حلف أعداء سورية ثمناً، ودفعه قد لا يتجاوز العام 2015.
ما الرابط بين كمين رأس بعلبك والغارة على ريف دمشق؟احمد زين الدين
ما الرابط بين كمين رأس بعلبك والغارة على ريف دمشق؟احمد زين...لبنان الجديد
NewLebanon
مصدر:
الثبات
|
عدد القراء:
729
مقالات ذات صلة
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل ( ٨ ) سفارة لبنان في...
الشاعر محمد علي شمس الدين يترجل عن صهوة الحياة الى دار...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (7) سفارة لبنان في...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (6) سفارة لبنان في المانيا...
65% من المعلومات المضللة عن لقاحات كوفيد-19 نشرها 12...
لبنان: المزيد من حالات وارتفاع نسبة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro