شهيد جديد يسقط على ارض فلسطين، ليس اول الشهداء ولن يكون اخرهم، لكن لشهادته طعم مختلف.
انه الشهيد الوزير والمناضل الفلسطيني زياد ابو عين الذي استشهد وهو يدافع عن ارض فلسطين في مواجهة العدو الصهيوني ولم يكن يحمل بندقية او حجر او سلاح، بل كان يواجه العدو بصدره العاري وجسده وايديه، فلم يستطع العدو مواجهته الا بالقتل من خلال رمي القنابل الغازية حوله والاعتداء عليه بالبنادق حتى سقط شهيدا.
زياد ابو عين كان وزيرا في الحكومة الفلسطينية ومهمته مواجهة امور الجدار الفاصل والاستيطان الصهيوني، فلم يجلس في مكتبه ليصدر البيانات والمواقف، ولم يكتف بارسال التعليمات او توجيه المناضلين ومخاطبتهم من بعيد، بل نزل الى ارض النضال وقاوم العدو مع بقية المناضلين حتى استشهد على ايدي الجنود الصهاينة.
وسيرة الشهيد زياد ابو عين هي سيرة المقاومين والمناضلين ، لكن النقطة الاهم في هذه السيرة ان توليه منصب الوزارة لم يقعده عن النضال الشعبي وان وجوده في السلطة والحكومة لم يغيّر من نضاله ونهجه المقاوم.
نحن اذن امام نموذج جديد من المناضلين والشهداء ، وفي الوقت نفسه نحن امام وجه جديد من وجوه الهمجية الصهيونية ومن جرائم هذا العدو، وكل ذلك يؤكد ان لا خيار لنا وللشعب الفلسطيني الا المقاومة والثورة والمواجهة، وان الارض لا تسترجع الا بالمقاومة، وان على هذه الارض ما يستحق الحياة.
فهذه الارض كان اسمه فلسطين وسيبقى اسمها فلسطين ولن تحررها الا المقاومة بكل اشكالها الشعبية والعسكرية والنضالية.
استشهاد زياد ابو عين يكشف عرينا ويكشف كم نحن اصبحنا بعيدين عن فلسطين وكيف ابعدتنا صراعاتنا وخلافاتنا عن رؤية المخاطر التي تواجهنا.
وها هو العدو الصهيوني يعمل لسرقة المزيد من الارض والثروات النفطية ويعمل لتهويد القدس وهدم المسجد الاقصى.
فهل نستيقظ من نومنا وهل تهتدي بدماء الشهيد الوزير زياد ابوعين الى الطريق الصحيح ، طريق المقاومة والنضال من اجل تحرير فلسطين وتحرير كل البلاد العربية من الاحتلال والظلم والديكتاتورية والقمع.
قاسم قصير