حسمت قيادات أمنية داخل عين الحلوة عودة كل من محمد العارفي ومحمد الدوخي الملقب بـ "خردق" إلى المخيم خلال الأسبوع الفائت. وكانت معلومات تحدثت عن فرار هذين المطلوبين مع خمسة آخرين وانتقالهم إلى سوريا للقتال الى جانب الجماعات المسلحة بعد أشهر على اندلاع الأزمة السورية. في وقت لاحق، أعلن العارفي أنه انتقل نهائياً إلى سوريا مع زوجتيه وأولاده "للعيش تحت حُكم الإسلام ورايته".
هناك، لم يقاتل، بل خوّلته خبرته العسكرية الواسعة تولي تدريب المقاتلين تحت راية "جبهة النصرة" و"القاعدة". وسجل له دور بارز في القلمون واستقطاب المقاتلين من لبنان والمخيمات للقتال فيها. وبعد سقوط القلمون في يد الجيش السوري، عادت زوجته الأولى وأولاده منها إلى عين الحلوة. أما هو فانتقل إلى حلب للعب الدور نفسه. وقبل أيام، عادت زوجته الثانية وأولاده، ثم لحق بهم مع ابنة له. علماً بأن العارفي أحد قياديي "فتح الإسلام"، وهو من صيدا، لكنه يقيم داخل المخيم منذ سنوات طويلة بعدما بات من اخطر المطلوبين الى الدولة. وعلى غراره، سار "خردق"، وهو من "فتح الإسلام"، ومتهم بالتورط في عمليات إرهابية. وتردد أنه كان يرافق العارفي بمهماته داخل سوريا. وقالت مصادر أمنية أن الاثنين دخلا الى المخيم برفقة قيادي في "النصرة" يدعى "أبو محمد الشيشاني".
وفيما كانت الأجهزة الأمنية اللبنانية والقيادات الفلسطينية تؤكّد دخول المطلوب شادي المولوي إلى عين الحلوة لينضم الى الشيخ الفار أحمد الأسير والمطلوب فضل شاكر، وتظهر الدولة "العين الحمراء" للمخيم الذي أعلن عن عجزه عن ضبط حركة المتشددين والقبض على المطلوبين، تمكّن الثلاثة من الدخول الى المخيم على رغم الاجراءات الأمنية التي فرضها الجيش، ونشر مجنّدات لتفتيش النساء وضبط أي مطلوب يتنكّر في زي إمرأة منقبة كما جرت العادة.
كيف تمكن المطلوبون من اختراق كل هذه التدابير، ولماذا؟. مصادر أمنية من داخل المخيم تؤكد أن عودتهم وراءها حدث ما. في حي الصفصاف حيث يقيمون حالياً بجوار أمير "فتح الإسلام" أسامة الشهابي، تكثفت الإجتماعات مؤخراً كأنها تبحث في التخطيط لأمر ما أو رسم خطة تحركهم في الفترة المقبلة. "الجوقة الدسمة" من العارفي و"خردق" والشهابي والمولوي والأسير ومحمد وهيثم الشعبي وتوفيق طه، مضافاً اليها الوافد الشيشاني، لا بد وأن تنتج شيئاً في المخيم أو في صيدا ومحيطها، تقول المصادر. وتضيف أن العارفي لا بد وقد حمل رسائل ما إلى المخيم.