تعيش بلدة عرسال اللبنانية الحدودية مع سوريا وطأة ما يجري حولها في الجرود المحيطة بها، في وقت يكثف الجيش اللبناني إجراءاته منعاً لتسلل المسلحين إلى البلدة من خلال شبكة أمنية معززة بالدشم، ما ترك ارتياحاً وسط أبنائها، في وقت تتفلت مناطق تقع خارج حواجز الجيش المفتوحة على الجرود من أي انضباط، وتحديداً من وادي حميد وصولاً الى الحدود السورية.
وكانت الإجراءات الأمنية اتُّخذت على خلفية التطورات المتعلقة بتوقيف الجيش اللبناني في شمال لبنان (زغرتا والمدفون) زوجة القيادي في "جبهة النصرة" المعروف بـ"أبو علي الشيشاني"، وسجى الدليمي طليقة زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أبو بكر البغدادي، وخوفاً من حصول تداعيات لهذه التوقيفات.
وفيما أُشيع أن "جبهة «النصرة" أقامت في جرود عرسال خيمة عزاء بقياديين اثنين قضيا في قصف الطائرات السورية داخل الأراضي السورية، نفى عراسلة أن تكون أي خيمة أُقيمت داخل البلدة، بل تحدث هؤلاء عن مظاهر في الجرود تشبه دولة وأحكاماً إسلامية، حيث يطغى عدد السوريين فيها على العراسلة، وهم قلة، إذ تم تحويل بيت صودر في الجرود إلى "محكمة" يُحاكم فيها السوريون، كما تحدثوا عن إطالة اللحى، وانتقال نساء من اعتماد الحجاب الى النقاب، وعن أسلحة ظاهرة في أيدي الشباب والرجال، وعن مصادرات لبضائع في دكاكين يملكها بعض العراسلة بحجة حرمتها، كالسجائر والتنباك مثلاً، كما ترتفع في هذه المناطق رايات لـ "النصرة" و "داعش".