كطعنِ الخنجر وقع خبرُ تنفيذ حُكم قتل البزّال على الأهالي في رياض الصلح، والذين عبَثاً حاولوا في اللحظات الأولى إخفاءَ الخَبر عن والدته زينب، للتأكّد من مدى جدّية تنفيذ جبهة النصرة لتهديدها المتكرّر بتصفية البزّال. إلّا أنّ أحد الأقارب اتّصلَ بوالدته وأخبرَها عن تناقلِ خبَر مقتل إبنها على الهاتف.
وما إن سمعَت الحجّة زينب بالخبر، حتى فقدَت صوابَها وغلى الدم في عروقها، فخرجَت مفجوعةً من خيمتِها تُهدّد وتتوعّد والدمعُ عرضَ خدّيها، "والإمام علي، لتشتعل عرسال كلّها... والله ليحترق لبنان كلّو".
بدوره والدُه رامز جنّ جنونه، بعدما حاولَ مراراً تمالكَ أعصابه نتيجة التهديدات المتكرّرة التي سبقَ أن تلقّتها العائلة، والتي كانت تنتهي بتمديد مهلة تنفيذ القتل.
أمّا شقيقته زهراء فلم تصدّق الخبر، عجزَت عن النظر إلى هاتفها، أكثر من مرّة كادت تغيب عن الوعي لولا الإسعافات الأوّلية التي أمّنَها الصليب الأحمر.
ولم تكَد تمرّ دقائق معدودة على تبلّغِهم الخبرَ، حتى توجّهَت العائلة إلى ضيعتها البزّاليّة، فتعمّدَ الحج رامز قيادة سيارته بنفسِه، والانضمام إلى البزّاليين الذين احتشدوا أمام منزل الشهيد علي، بعد قطع أهالي العسكريين الطريق الدولية بين البزالية واللبوة، وتهديدهم أهاليَ عرسال بالانتقام منهم، وترافقَ ذلك مع ظهور مسلح في البزّالية وتفتيش للسيارات.