بدعوة من المركز العربي للحوار والمجلس العراقي لحوار الاديان وجمعية فرح العطاء أقيمت في البيال وعلى هامش معرض بيروت الدولي للكتاب ندوة تحت عنوان "هاني فحص سماحة الاعتدال وقداسة الحوار الاسلامي المسيحي " بحضور حشد من المتابعين والمهتمين وأصدقاء سماحة السيد وجرى خلال الندوة إطلاق كتاب كل ما كتبه سماحة السيد الراحل حول الحوار الاسلامي المسيحي .
أدار الندوة وقدمها الاعلامي الصحفي الاستاذ عماد قميحة الذي قدم قراءات وجدانية عن حياة سماحة السيد رحمه الله .
تحدث في الندوة الاستاذ احمد علي الزين الذي قدم الحديث حول تجربته مع سماحة السيد عرض إنتاجا مصورا كان قد أعده مع السيد في حياته .
ثم ألقى كلمة المجلس العراقي لحوار الاديان السيد جواد الخوئي ممثله الاستاذ محمد الرفاعي حيث قال : من أدق الاوصاف للعلامة الراحل السيد "هاني فحص" أنه كان رسول المسلمين للسلام، ورسول السلام للمسلمين. رسول الإسلام للمسيحية، ورسول المسيحية للإسلام.
أكثر من ذلك كان "هاني فحص" جسرا بين لبنان والعراق، إذ راقب الراحل معنا ومن خلالنا مسار الحوار الاسلامي المسيحي في العراق، وكنا نراقب معه ومن خلاله (في العراق كما في لبنان) رجال دين يفقدون خطابهم المتسامح، ويصبحون أكثر تشددا.
لمسنا مع "هاني فحص" ومن خلاله نمو تأثير تعاليم رجال الدين في تعبئة الشارع ضد الآخر المختلف، وكيف تم توظيف الديني لخدمة السياسي في المواسم الانتخابية، واستخدم الخطاب التحريضي في حالات المواجهة الطائفية بين نخب سياسية زيفت صراعها على السلطة والثروة بكونه ذا طبيعة إثنوطائفية، فأصبح توظيف "الطائفية" تجارة مربحة في السوق السياسية.
واشار الى ان الراحل رحمه الله كان ايقونة بحث حفزتنا للتفكير بأهمية خيار أن يكون رجال الدين جزء من جهد مشترك لبلورة خريطة طريق لحل النزاع في أوطاننا من خلال حوار خلاق، بل والتفكير في تخيل دور فاعل للدين في تسوية الخلافات بدلا من ان يتم توظيفه لخدمة مصالح نخب سياسية تتلاعب بالرموز الدينية وتستخدم المشاعر الدينية ضمن استراتيجية تعبئة ضد الآخر؟.
وفي وقت يترك الانفصال الإسلامي/ المسيحي عن الأخوة الإيمانية والوطنية والحضارية آثاره السلبية في المسلمين قبل المسيحيين، لاسيما مع حالة الدوار الطائفية التي تمر بها المنطقة، والتي تمزق عالم الإسلام اليوم إلى ثنوية رهيبة؛ شيعية/سنية.
ثم ألقى السيد مصطفى فحص كلمة مختصرة عدد فيها مزايا الفقيد الراحل وبعض انجازاته الثقافية والفكرية وإصرار على قيام الحوار الاسلامي المسيحي .
كلمة المركز العربي للحوار ألقاها رئيس اللقاء العلمائي اللبناني سماحة الشيخ عباس الجوهري الذي أشار الى أن سماحة السيد رضوان الله عليه آمن بالحوار سبيلا للتقريب بين أبناء المذاهب وبين أبناء المذهب الواحد وبين المذاهب الاسلامية والمسيحية فكانت النتئائج والإنجازات كبيرة ستبقى مدوية في تاريخ هذا الرجل الكبير متأصلة في وعي الامة والمجتمع .
أما الوحدة فليست من أهدافه بشكلها الممجوج بل دعى سماحته الى الوحدة في الهدف والمصير ودعى إلى الإتحاد في المصالح المشتركة التي تؤدي إلى سموّ الحياة ورقي المجتمع .
ومن هنا نحن في المركز العربي للحوار فُزنا بالعثور على بعض من لآليء السيد هاني فحص على أمل أن نتفرغ لجمع كل آثاره وكنوز معرفته ونشرها لتكون نصوصاً يعتمد عليها الجيل الجديد .
لقد سبق زمانه وجاء في لحظة تؤسس لمستقبل وكأنه رسول اللحظة للمستقبل , أنا قرأت ان الفلسفة الكانطية والابستمولوجيا النقدية تعلمنا أن الشي لا يمكن أن يوجد إلا بعد أن تنضج الظروف وتتوافر إمكانية وجوده في بيئة ما ومجتمع ما .
وفهمت من السيد رضوان الله عليه أن عملية التنوير وإصلاح المجتمعات لا تحصل هكذا صدفة أو بشكل ارتجالي ولكي توجد عندنا حالة التنوير والاصلاح ينبغي أن تتجاوز أولا كل الإنسدادات العقلية والثقافية والقانونية والفقهية والمؤسساتية التي تعرقل وجودها أو تمنعه , هناك عقبات تؤخر من تحقق التجربة التنويرية التحررية والاصلاحية في السياقات الاسلامية وأولها سيطرة النموذج الاصولي التعبوي والشعبوي على الفكر والعقليات وسدّه للآفاق .
وقال مخاطبا الفقيد الكبير لقد كنتَ تجربة فريدة وأنا اكاد اجزم أنني حضرت دروس علماء وقرأت لمن لم أتمكن في مزاجمته بركبي وهنا أقصد وصية الصادق عليه السلام زاجموا العلماء بركبكم , وأنا حظيت بك عالما كان مجلسه المتواضع لا يتسع لكرسيين متقابلين وكنت أجلس وركبي تكاد تلتصق بركبه وانا أدلو بدلوي إلى معين مائه المفعم بالمعرفه .