اعلنت وزارة الدفاع الامبركية ان سلاح الجو الايراني شن غارات داخل الاراضي العراقية على مواقع تنطيم الدولة الاسلامية /داعش/نفذتها طائرات من طراز فانتوم 4 الاميركية الصنع .
وبدا الاعلان الاميركي بمثابة ترحيب غير مباشر من الولايات المتحدة بهذه المشاركة الايرانية في الحرب على داعش بالرغم من التأكيد الاميركي ان الغارات تمت من دون اي تنسيق بين الطرفين , وان الحكومة العراقية هي وحدها التي تقرر في شأن استخدام اي دولة للمجال الجوي العراقي , وذلك بعدما كانت واشنطن قد استبعدت ايران من مشاركتها في التحالف الدولي ضد داعش والجماعات الارهابية المتطرفة بسبب ضغوط عربية استندت الى عدم الرغبة من افادة النظام السوري من الحرب على داعش
. وتزامن هذا الاعلان الاميركي مع تصريحات ايرانية تقول ان المفاوضات حول الملف النووي الايراني تقترب من النجاح على رغم فشل اجتماع فيينا الاخير بين طهران ومجموعة الخمسة زائد واحد في التوصل الى اتفاق نهائي واعلان تمديد التفاوض اشهرا مديدة اخرى , واللافت ان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف يقرن نجاح المفاوضات بما قال انه نتائج عملية تشمل تعزيز قدرات ايران اقليميا
. واعتبر ظريف ايضا ان العالم لم يعد يدق طبول الحرب ضد بلاده علما انه لم يفعل ذلك يوما باستثناء التهديدات الكلامية الاسرائيلية التي تخدم اغراضا اخرى فيما لجأ الاميركيون والاوروبيون الى العقوبات الاقتصادية لخدمة هدف التفاوض .
التأكيد الاميركي على الغارات الجوية الايرانية ضد داعش يشكل اعترافا ضمنيا بوجود تعاون بين الولايات المتحدة الاميركية وايران ضد عدو مشترك , وتسليما اميركيا بالنفوذ الايراني الكبير في العراق اذ وصل هذا النفوذ الى مرحلة اعلان ايران عن منطقة عازلة في شمال العراق بعمق 25 ميلا احتفظت لنفسها بحق التدخل فيها , اضافة الى اعلان ايران السابق ان بغداد وكربلاء والنجف تشكل خطا احمر لن تسمح لداعش باختراقه .
علما ان النفوذ الايراني في العراق يتخطى الحكومة ويشمل مختلف الميليشيات الشيعية المتحالفة مع الحكومة او المناوئة لها . فالغارات الجوية الايرانية على داعش في العراق تتخطى القيمة العسكرية المحدودة الى الانجاز السياسي الذي يتيح لايران دورا اكبر في مستقبل العراق وبقبول اميركي وان كان قبولا ضمنيا وغير معلن بهذا الدور .
واللافت ان ما تقوم به الولايات المتحدة الاميركية في العراق وسوريا صار محكوما بحدود نفوذ ايران ومصالحها , وفي هذا السياق نفهم معنى امتناع واشنطن عن استهداف نظام بشار الاسد . فايران اليوم تملك مفاصل القوة في اربع عواصم عربية ( بغداد ــ دمشق ــ بيروت ــ وصنعاء ) .