عقد التحالف الدوليّ ضدّ داعش مؤتمراً له في بلجيكا لدراسة ما حققته طائرات الدول المنضمّة للحلف من أهداف في سورية والعراق والخسائر التي منيّ بها تنظيم الدولة الاسلامية في البلدين تسهيلاً لعودة العراق الى استقراره المفقود وتصحيحاً لمسار المعارضة في سورية بعد أن أستبعدها المال السياسي وألهاها وسمح للمتطرفين التحكم والسيطرة على المناطق التي حررها الشعب السوري .
من جهته استأنف وزير الخارجية الأميركي حديثه في المؤتمر بالدعوة الى تكثيف الحرب على داعش لوضع حدّ للعبث بأمن المنطقة وتبع كيري كل الدول المتضررة من تنظيم الدولة الاسلامية في محاكاة الموقف الاميركي عن قرب ببذل جهود كبيرة وجبّارة للتخلص من آفة الارهاب الذي تمثله داعش .
في مصر خطى الأزهر خطوته الدائمة في الاعتدال من خلال الدعوة لمؤتمر اسلامي- مسيحي مُندّد بالتطرف و بالارهاب تلبية لحاجة مصر الأمنية وللخطورة التي تحاصرها من الداخل وعبر الحدود من قبل المتطرفين الذين جعلوا من أرض الكنانة مسرحاً للجهاديين المتضررين من عودة العسكر الى الحكم بعد خلع الاخوان من السلطة التي صادروها باسم ثورة الربيع العربي .
كل المدعوين من زبائن الأديان تحدثوا عن خطر الارهابين وطلب المسيحيّون كما عبر ممثل البطرك الماروني حماية وجودهم بعد أن نالوا النصيب الأكبر في حربيّ سورية والعراق اضافة الى معاناة الأقباط في مصر .
حتى الآن لم نستوعب حجم الخلل الهائل ما بين داعش والآخرين ولم نهضم دعوات دولية واقليمية لمحاربة تشكيل عمره من عمر نصفيّ أزمتيّ العراق وسورية ولم ننأخذ كثيراً بقصف طائرات لأهداف لم تغيّر شيئًا على أرض الواقع .
لم أقرأ ولم أعرف ان التاريخ شهد حشداً دوليّاً ضدّ جماعة خارجة من السجون والمعتقلات لذلك ننظر بريبة الى هذه الدعوات المُسببة لنهضة تطرفية جديدة وهي لا تحتاج الى طائرات مقاتلة ولا الى فتاوى معتدلة لأن أمرها سهل جداً وقادر على اجتثاثه من الجذور اذا ما آمنا بضرورة تغيير بُنى السلطة وعملت المرجعيّات المستنفرة على داعش على دعم ورش الاصلاح في هذه البُنى وفرضت واشنطن حل الدولتين للمشكلة الفلسطينية لأن ما يسيطر على المنطقة هو بروز تيّارات أتاحت لها الوجود أسباب رئيسية من فلسطين الى السلطويات الاستبدادية ومشاكل الفقر والبطالة اذاً نحن أمام رزمة أسباب وفرّتها الدول التي تحارب الارهاب من أميركا الى آخر فصيل وجد في الجهاد ضالته الى الله .