أكد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ميشال موسى أنّ الحوار بين "حزب الله" و"تيار المستقبل" دخل مرحلة "تهيئة العناصر لانجاح المحادثات"، لافتا إلى أنّ البحث يتمّ حاليًا بطريقة الحوار، المواضيع التي ستبحث وتحديد الاشخاص الذين سيتحاورون، واذا ما كان سيقتصر على المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" الحاج حسين الخليل ومدير مكتب الحريري نادر الحريري أو سيشمل آخرين.
واوضح موسى، في حديث لـ"النشرة"، أنّ الحديث يتمّ حاليًا مع كل طرف على حدة، لافتا إلى أنّ "لا امكانية لتحديد موعد محدد للجلسة الأولى للحوار، لكن ما يمكن تأكيده أن اللقاء لم يعد بعيدا".
وأشار إلى أنّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط يتكتمان على التفاصيل لضمان نجاح هذا الحوار. الأساس تخفيف الاحتقان وشدّد موسى على أنّ أهمّ ما في الحوار المرتقب هو "تخفيف الاحتقان، باعتبار أنّ تلاقي المستقبل والحزب هو الاصعب حاليًا لأنّهما الأكثر تباعدًا مقارنة بباقي الفرقاء"، وأوضح أنّ "تخفيف الاحتقان يعني تخفيف حدة الخطاب السياسي وخلق مناخ عام يدعم البت بقضايا المصلحة الوطنية".
وأشار موسى إلى أنّ الفريقين يدركان تمامًا أنّ هناك ملفات خلافية لا امكانية لأحدهما أن يقنع الآخر بوجهة نظره منها، "لكن هناك ملفات أخرى من الممكن أن يجدا مساحات مشتركة بينهما ما يساعد بتسيير أمور البلد".
ورجّح موسى أن يحضر بري الجلسة الأولى للحوار على أن تنحصر باقي الجلسات بالفريقين المعنيين، "ويبقى بري مستعدًا لتذليل أي عقبات قد تطرأ لاحقا"
. لا داعي للتوجس وشدّد موسى، ردًا على سؤال، على وجوب أن لا يكون المسيحيون متوجسين من الحوار بين "حزب الله" و"تيار المستقبل" باعتبار أنّ الفريقين حريصان كلّ الحرص على أن يضعا حلفاءهما أول بأول بأجواء محادثاتهما، مشيرًا إلى أن "لا امكانية لقيام واستمرار أي حركة تهدف لاقصاء أي فريق لبناني، فالحوار المنتج هو الذي يوافق على نتائجه الجميع".
واستبعد موسى أن ينجح الحوار المرتقب بتحقيق خرق اساسي على صعيد ملف الانتخابات الرئاسية، قائلا: "أصلا ليس من المطلوب من هذا الحوار اتفاق رئاسي بقدر ما المطلوب منه خلق المناخ المناسب لهذا الاتفاق". وأوضح أن "لا اشارات جديدة بالملف الرئاسي توحي بحلحلة قريبة أو بامكانية تحقيق أي خرق يُذكر في الجلسة النيابية المرتقبة الاسبوع المقبل لانتخاب رئيس".
وأضاف: "فلننتظر ما سينتج عن لقاء المستقبل – حزب الله عساه يوجد ايجابيات معينة ومسهلة". لنسترجع المبادرة الفعلية وتطرق موسى لملف العسكريين المختطفين، واصفا ايّاه بـ"المعقّد، خاصة واننا لا نتعاطى مع دولة بل مع فرقاء لا يمتلكون ضوابط معينة، ومن هنا أهمية الحفاظ على سرية المفاوضات".
وتوقع موسى أن تكون الدولة اعتمدت مؤخرا مقاربة جديدة للتعاطي مع الملف بجدية أكبر، وقال
: "المطلوب أن نسترجع المبادرة الفعلية وتفعيل مكامن القوة ونخرج من مرحلة الابتزاز باتجاه التعاطي المباشر والفعّال".