عقدت خلية الازمة اجتماعًا لها أمس، خيمت عليه ظلال الموقوفة سجى حميد الدليمي، وما تمثله بحد ذاتها من خطورة أمنية، بمعزل عن كونها زوجة سابقة لأبي بكر البغدادي، كما ثبت من فحوص الحمض النووي التي أجريت لإبنتها هاجر وتمت مطابقتها مع الحمض النووي الذي أُخذ من البغدادي في أعقاب اعتقاله في العراق العام 2004. وقد تبلغت خلية الازمة رسميًا أمس أن الدليمي هي زوجة سابقة للبغدادي وأن الاولاد الثلاثة الذين كانوا معها، عند توقيفها، هم أولاده.
وذكرت صحيفة "السفير" أنه "تم التوافق أثناء الاجتماع على المبادئ الآتية: تعزيز التنسيق بين الجيش والامن العام وفرع المعلومات، إعادة تركيز ملف المخطوفين لدى اللواء عباس ابراهيم الذي سيبقى على تنسيق مستمر مع رئيس الحكومة، ضرورة عدم التأثر بالضغط الذي تتعرض له الحكومة عبر بيانات مواقع التواصل الاجتماعي، رفض أي مقايضات فردية والتمسك بالمقايضة الشاملة التي تشمل كل العسكريين".
واضافت: "استحوذ ملف الدليمي على جزء من النقاش خلال الاجتماع، استنادًا الى ما تكشف خلال التحقيقات الاولية معها من علاقات تربطها بالعديد من الجماعات الإرهابية التكفيرية في لبنان وخارجه. ولكن السؤال الذي لا يزال يحير المحققين هو: ما دامت الدليمي زوجة سابقة للبغدادي وأم أولاده، فلماذا بدت جبهة "النصرة" هي الاكثر اهتمامًا وحماسة لإطلاق سراحها من السجون السورية في صفقة راهبات معلولا، الى حد أن أمير "النصرة" في القلمون ابو مالك التلي أبلغ المفاوض اللبناني في ربع الساعة الأخير الحاسم من المفاوضات بأن الدليمي تساوي كل الراهبات المختطفات، ويجب الإفراج عنها لإتمام الصفقة".
وروى أن مسؤولاً أمنيًا لبنانيًا سأل الدليمي، خلال تسليمها الى "النصرة" عما إذا كانت على ذمة أحد، فأجابته بالنفي. وكان لافتًا للانتباه أن جبهة "النصرة" أيضًا هي التي أصدرت بيانًا حادًا بعد توقيف الدليمي مرة أخرى، قبل أيام، وليس "داعش".
ويدقق المحققون في الاسرار التي لا تزال تخفيها الدليمي، وعما اذا كانت قد كُلفت بمهام أمنية في لبنان، عبر رصد تنقلها في عدد من المناطق اللبنانية ومراقبة الكثير من الاتصالات التي أجرتها مع أشخاص في لبنان وسوريا والعراق.