من نعم الله على بلاد الرافدين انه توافرت ظروف اقليمية محيطة بالعراق ادت الى رحيل رئيس الوزراء السابق نوري المالكي عن السلطة الذي كاد ان يقضي على دولة العراق بكل ما تمتلكه من قوات مسلحة ومال ونفط وثروة مائية نتيجة ابواب الفساد التي فتحت في عهده والذي توغل في كل مؤسسات الدولة واهمها المؤسسة العسكرية التي من المفترض ان تشكل الحماية للبلد وللنظام من المؤامرات الخارجية والداخلية .
فبعد اقدام داعش وبسرعة قياسية على احتلال اجزاء واسعة من الاراضي في شمال العراق والتهديد المباشر لاقليم كردستان حتى وصل التهديد باحتلال العاصمة بغداد ووقوف الجيش العراقي عاجزا عن صد الهجوم الداعشي ,تم وبتوافق فريد من نوعه /ايراني ـ سعودي ـ تركي ـ اميركي/ ورغبة عراقية تنحية المالكي عن رئاسة الوزارة وتعيين السيد حيدر العبادي خلفا له وهو من حزبه حيث يخوض اليوم حربا معقدة مع داعش,بسبب الاساليب الفاشلة التي كان يعتمدها المالكي في ادارة الحكم والتي كانت تقوم اساسا على التوغل في التفكير الحزبي الطائفي من خلال انشاء ميليشا سماها / الحشد الشعبي / ذات شعارات شيعية انتقامية بحيث انها تحولت الى جزءا من المشكلة وليست جزءا من الحل في العراق , واضافة الى هذا الاسلوب الطائفي الحزبي كان هناك شبكة من الفساد المالي والاداري ينسج خيوطها المالكي طالت كافة المؤسسات حيث تبين ان الرجل عاث فسادا وافسادا حتى في مؤسسة الجيش والشرطة والتي من المفترض ان تشكل حماية له ولأدارته . فقبل ايام كشف رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي عن صحة التقارير التي اشارت الى وجود 50 الف جندي وهمي في صفوف الجيش وكذلك في المؤسسات الامنية ليس لهم وجود في الواقع .
العبادي وصف هؤلاء بالجنود الفضائيين مبينا انهم في اربع فرق عسكرية كانت رواتبهم تذهب لصالح كبار الضباط .
لكن مع هذه الفضيحة المدوية نجد المالكي وبكل ثقة يقوم بزيارة ذات نكهة حزبية الى لبنان , وقد التقى خلال هذه الزيارة معظم القيادات الحزبية الشيعية وفي مقدمتهم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس حركة امل نبيه بري كما التقى نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبدالامير قبلان , ولم يفت المالكي من خلال هذه اللقاءات من شد العصب الشيعي نحوه ولمصلحته حيث قال في احد تصاريحه / ما يحدث في سوريا من مؤامرة وتدمير ليس هدفه سوى العراق . وان سوريا ليست الا البوابة ايضا لاستهداف لبنان وبالتالي ايران . فهذا الكلام لنائب رئيس جمهورية العراق والذي يوحي بانه كلام كادر متحمس في حزب الدعوة اكثر منه كلام مسؤول في الدولة العراقية , ويشار هنا الى ان الموقع الرسمي للمالكي (نائب رئيس الجمهورية)لم يمنحه شرف استقباله من الجانب اللبناني استقبالا رسميا .
المالكي بتفكيره الامني والحزبي والمذهبي وشهوة السلطة كاد يتسبب في نهاية العراق الدولة ويجعلها بلا عنوان لو مكث اشهرا اضافية في الحكم , وزيارته المريبة الى ربوع حزب الله في لبنان ترسم اكثر من علامة استفهام ؟؟؟؟؟؟؟