"معلوماتنا الاكيدة ان الارهابي المطلوب للعدالة شادي المولوي دخل الى مخيم عين الحلوة، وهو امر ينطوي على أخطار، ويكرس واقعا مرفوضا، والمطلوب منكم التحرك بسرعة لتدارك الموقف". هذه خلاصة ما ابلغته الدولة بلسان مخابرات الجيش الى ممثلي كل الفصائل الموجودة في داخل التجمع السكاني الفلسطيني الاكبر في لبنان امس.
ووفق المصادر، فإن ثمة اكثر من سبب عاجل دفع الدولة الى التعامل بصلابة مع هذا الموضوع المستجد، على نحو فسّره البعض كأنه بمثابة انذار موجه من السلطة الى قيادات هذا المخيم، في حين رأى فيه البعض الاخر انه بمثابة اجراء يضع المخيم المعقد امام مسؤولياتهم التي عليهم التعاطي معها بجدية قصوى.
أخبار ذات صلة معلومات خطيرة تكشف مكان الأسير! فضل وشادي يحرجان "عين الحلوة" في مقدم هذه الاسباب -ان جهود الدولة المكثفة نجحت خلال الاعوام الاربعة الماضية وبالتحديد بعد اشتعال الوضع في الساحة السورية، ومن خلال منظومة علاقات دقيقة ومركبة مع الفصائل والفاعليات والتيارات في النأى بالمخيم عن كل التطورات والاحداث الدراماتيكية في محيطه، على رغم ان اسم المخيم دخل على خط احداث جسام حصلت سابقا وحبست الانفاس، منها احداث عبرا في محيط صيدا وسواها من الاشكالات والتوترات التي كان انصار المطلوب للعدالة الشيخ احمد الاسير يفتعلونها تكرارا في صيدا ومحيطها.
-ان الفصائل وايضا بالتعاون والتنسيق الدقيق مع الاجهزة الاجهزة الامنية اللبنانية نجحت الى حد بعيد في ضبط الوضع في داخل المخيم والحيلولة دون انزلاقه نحو الانفجار الواسع والمفتوح، على رغم تكرر الاشتباكات والصراعات والاستنفارات بين الفصائل والمجموعات والتيارات المتعددة والمتصارعة في داخله.
-وعليه فان اجهزة الدولة، وفي مقدمها قيادة المؤسسة العسكرية تخشى ان يكون تسلل المطلوب المولوي الى داخل المخيم مدخلا الى تبديد الانجازات المهمة التي تحققت وبجهد مكثف خلال الاعوام الماضية وجنبت صيدا ومحيطها والجنوب عموما، فضلا عن المخيم عينه تداعيات جسام ومخاطر محتملة لاسيما ان المولوي بات- بعد المواجهات الاخيرة التي حصلت على مدى ايام عدة في طرابلس والشمال بين الجيش ومجموعات مسلحة خطرة وسقط نتيجتها 11 شهيدا للجيش وعشرات الجرحى، فضلا عن ضحايا من المدنيين- الرمز الارهابي المطلوب بتهم شتى ابرزها الاعتداء على الجيش وتهديد الاستقرار والنظام العام.
الى ذلك، فان المولوي على صلة بالمجموعات الارهابية الموجودة خارج البلاد وفي مقدمها تنظيم "داعش" وهو ايضا على استعداد وجهوزية لتنظيم مجموعات وخلايا ارهابية ودفعها للقيام باعمال تخريبية متى تتوفر الظروف لذلك.
وبناء على كل هذه المعطيات والوقائع، فان الدولة ومن خلال "انذارها الحاسم" وغير المباشر لقيادات الفصائل مجتمعة، تؤكد لمن يعنيه الامر بأنها حريصة كل الحرص على الاتي: -الحيلولة دون تحول مخيم عين الحلوة الى بؤرة أخطار، والى مصدر محتمل لعمليات ومخططات تخريبية تغرق المخيم ومحيطه بتوترات ومفاجات غير محمودة .
وما يعزز مخاوف الدولة واجهزتها المعنية ان ثمة معلومات سابقة تشير الى ان المطلوب الشيخ الاسير ورموز ارهابية اخرى مختبئة في داخل المخيم وتجد من يتستر عليها. -الحيلولة دون ان يصبح المخيم ملاذا وملجأ لكل المطلوبين الخطيرين على الامن، حاضرا ومستقبلا.
"انه ليس انذاراً" بالمعنى الدقيق للكلمة، كما تؤكد مصادر رسمية معنية بالموضوع، بل هو فعل يضع قيادات الفصائل وفاعليات المخيم امام خطوط حمر ومسؤوليات جسام، وبأنه غير مسموح على الاطلاق اعادة عجلة الامور الى الوراء في صيدا والجنوب عموماً.