ايا تكن الاسباب الكامنة وراء استقالة وزير الدفاع الاميركي /تشاك هيغل/وسواء اكان قد استقال ام دفع الى هذه الاستقالة دفعا ,فان احد اهم هذه الاسباب هي السياسة التي اعتمدها الرئيس الاميركي باراك اوياما في حربه على الارهاب في كل من العراق وسوربا وموقفه الغامض من النظام السوري . وفي اكثر من مرة كان هيغل ينتقد الاستراتيجية الاميركية التي يعتمدها الرئيس الاميركي في سوربا ويقول ان على واشنطن ان توضح موقفها من نظام
الرئيس بشار الاسد , وهذا يحمل بين السطور انتقاد ضمني لأوباما وخصوصا عندما حاول توضيح موقفه بالقول ( علينا ان نقدم الى الرئيس ومجلس الامن القومي افضل ما نفكر فيه في هذا الشأن , ويجب ان يتسم الامر بالنزاهة والصدق .
كثيرون هم المستاؤون في ادارة الرئيس الاميركي من سياسته حيال سوريا لكن الفرق بين هيغل وغيره من هؤلاء المستائين ان هيغل يوجه المذكرات بينما يقف غيره عند حدود التلميحات , لكن في نهاية الامر نجد مجموعة واسعة من المسؤولين الحاليين والسابقين يقولون ان سياسة التردد التي اتبعها اوباما في سوريا ساهمت في صنع الارهاب وتنامي الجماعات الارهابية / تنظيم داعش وجبهة النصرة ومتفرعاتهما / في كل من العراق وسوريا ولبنان وفي باقي الدول العربية الاخرى .
فوزيرة الخارجية الاميركية السابقة هيلاري كلينتون اتهمت اوباما بانه ترك فراغا في سورياملأه المتطرفون والارهابيون , ومن ثم فان السفير الاميركي السابق في سوريا روبرت فورد استقال احتجاجا على هذه السياسة وقد اعلن ذلك مرارا وكذلك فان وزيرا الدفاع السابقان روبرت غيتس وليون بانيتا قالا نفس هذا الكلام .
وبالتالي لا يمكن تجاهل شريط التلميحات الضمنية المتصاعدة التي يطلقها وزير الخارجية الاميركي جون كيري ضد مسار السياسة التي تعتمدها ادارة اوباما منذ تراجعه عن توجيه الضربة الى النظام السوري بعد استخدام السلاح الكيماوي في الغوطتين .
اذ قال لا يجوز ان ننتقل من سياسة الافراط في التدخل الى سياسة الافراط في الانكفاء .
وعليه فلم يعد مستبعدا اخراج كيري من وزارة الخارجية كما
حصل مع هيغل بعد تسريب معلومات عن ان اوباما يفكر في استبداله .
من الواضح ان تشاك هيغل وهو الجريح في حرب فيتنام والجمهوري الوحيد في ادارة اوباما قرر الهروب من ادارة تعيش دائما في عالم الهروب الى الامام وتعتمد مبدأ القفز على السلالم اكثر مما تعرض من الاستراتيجية والسياسة .