احتفلت مؤسسة اديان بمرور سبع سنوات على تأسيسها وانطلاقة عملها في التعريف بين الاديان والبحث عن المشتركات فيها ودعم القيم الدينية والسياسية الجامعة والتركيز على الحوار والتنشئة الوطنية.
ورغم ان سبع سنوات هي فترة قصيرة في عمر المؤسسات ،فان مؤسسة اديان نجحت خلال هذه الفترة القصيرة بان تتحول الى احدى اهم المؤسسات الحوارية والناشطة في التعريف بالاديان وقيم المواطنة ليس على مستوى لبنان فقط ، بل على مستوى العالم العربي والاسلامي وعلى الصعيد الدولي.
وخلال هذه السنوات السبع انجزت المؤسسة الكثير الكثير من المشاريع الفكرية والاعلامية والتربوية واطلقت العديد من المبادرات واقامت الدورات والمخيمات والمؤتمرات وكرّمت الشخصيات الحوارية الرائدة واخرهما العلامة الشيخ عبد الله بن بية احد العلماء المسلمين الناشطين في الحوار وتعزيز السلم الاهلي والعلامة الراحل السيد هاني فحص احد رواد الحوار والمواطنة في لبنان والعالم العربي والاسلامي.
وقد افتتحت امس المؤسسة المؤتمر الدولي حول الاديان والقيم السياسية بحضور حشد كبير من الشخصيات الفكرية والسياسية والدبلوماسية، وستستمر اعمال المؤتمر لمدة يومين في الجامعة اللبنانية – الاميركية في جبيل وستشتمل اعمال المؤتمر على بحث قضايا الحوار وكيفية تعزيز القيم الدينية والسياسية وتجربة الحركات الاسلامية في الحكم وستقدم في المؤتمر ابحاثا متعددة حول قضايا العنف والتطرف وكيفية مواجهة هذه الظواهر، وهذا المؤتمر هو الثاني بعد المؤتمر الذي عقدته المؤسسة حول الديمقراطية والدين.
ان ما تقوم به المؤسسة هو جهد رائع ومهم في نشر الوعي حول الاديان والقيم الدينية والسياسية والمواطنة والحوار وهذا الجهد ينضم الى جهود بقية المؤسسات الحوارية في لبنان والعالم العربي والاسلامي وعلى الصعيد الدولي، ومن هذه الجهود تجربة الفريق العربي الاسلامي – المسيحي واللقاء اللبناني للحوار ولجنة الحوار الاسلامي- المسيحي ومعاهد الدراسات الاسلامية – المسيحية في بعض الجامعات اللبنانية وخصوصا اليسوعية والبلمند ومركز لقاء التابع لبطريكية الروم الكاثوليك وملتقى الاديان والثقافات للحوار والتنمية وحلقة التنمية والحوار في مجدليون قرب صيدا (جنوب لبنان) والحركة الثقافية في انطلياس ومؤسسة الامام الحكيم ومؤسسة الفكر الاسلامي المعاصر والمجمع الجعفري للبحوث والدراسات والمركز العربي للحوار ولقاء ربانيون، اذن هناك جهود عديدة حول الحوار ولمواجهة العنف والتطرف لكن رغم ذلك لا يزال العنف منتشرا والتطرف يزداد ولذا نحتاج للمزيد من الجهود في هذا المجال ، لكن لا يمكن الا ان نوجّه التحية لمؤسسة اديان وخصوصا لرئيسها الاب الدكتور فادي ضو ومسؤولة الدراسات فيها الدكتورة النشيطة نايلة طبارة ولكل مؤسسي المؤسسة والناشطين فيها ومنهم الشباب والمتطوعين والعاملين ولا استطيع ذكر كل الاسماء.
فتحية لمؤسسة اديان ولكل المؤسسات الحوارية ولكل الناشطين في الحوار من رحل منهم ومن يستمر في خوض الصراع.
قاسم قصير