وفي الوقت الذي كان حزب الله يمارس ضغوط هائلة على الحكومة اللبنانية ويمنعها من التفاوض مع جبهة النصرة وتنظيم داعش من اجل الوصول الى حل لملف العسكريين اللبنانيين الاسرى مع التنظيمين عبر صفقة تبادل يمكن التوصل لها تحت شعار المحافظة على هيبة الدولة وعدم المقايضة مع الإرهابيين
في نفس هذا الوقت كان حزب الله يفاوض ويحاور عين هؤلاء الإرهابيين بالسر من اجل اطلاق صراح احد معتقليه لديهم واسمه عماد عياد الذي تم الافراج عنه بصفقة ابرمت مع الحزب مقابل اطلاق اسيرين كانا معه
كما جاء بالبيان الصادر عن حزب الله والذي قال صراحة بان المفاوضات استمرت لاسابيع مع الجهات الخاطفة مما يؤكد التزامن الزمني الحاصل بين منع الفريق الحكومي المكلف متابعة ملف العسكريين وما كان يجري بالسر من تفاوض بين الحزب من جهة وجبهة النصرة من جهة أخرى
والملفت اكثر بالموضوع هو هذا التباهي المفرط والتشاوف الذي رافق الإعلان عن صفقة التبادل على صفحات التواصل الاجتماعي التابعة لنشطاء الحزب، وتكاد تتلمس حالة من التشفي والاستعلاء بان اسيرهم قد حرر فيما الجنود اللبنانيين لا يزالون بالاسر
وكأن حديثهم عن جنود الجيش اللبناني هو حديث لا يمت باي صلة اليهم، فكتب اكثر من واحد منهم المقولة المشهور لامين عام حزب الله السيد حسن نصرالله : " نحن قوم لا نترك اسرانا بالسجون " وطبعا المقصود ها هنا هو الإشارة فقط الى الأسير عماد عياد
وان كنت هنا لا اريد الدخول في نقاش عن احقية الحزب بالسعي الى الافراج عن معتقليه، او الاجتهاد بشتى الوسائل ومنها التفاوض والمقايضة مع الإرهابيين لتحريرهم وانما الإشارة الى الذهنية الاستعلائية التي يتعاطى بها حزب الله مع بقية اللبنانيين
فعندما كان يقف الحاج محمد رعد ليفرض على الحكومة شروطه ومواقفه لم يكن ليأخذ بعين الاعتبار ان لهؤلاء الجنود أمهات وآباء واولاد وانما كان ليقارب الموضوع بخلفية سياسية مجردة من أي احاسيس إنسانية لدرجة ان هذا الفريق وصلت به الأمور للحديث عن التضحية بهؤلاء الجنود وبدون ان ترف لهم أي جفن
وهنا يطرح السؤال هل فعلا يعتقد حزب الله بان مقاتليه وجمهوره هم فقط اشرف الناس ومن صنف البشر وباقي اللبنانيين ما هم الا ارقام ومجرد أدوات يمكن استعمالهم بما يخدم مشروعه السياسي ؟؟ هذا ما سوف يجيب عليه أمهات الجنود الاسرى في القادم من الأيام.