أفرجت السلطة القضائية الإيرانية عن المواطنة الإيرانية البريطانية غنشه قوامي التي اعتُقلت في حزيران الماضي خلال الاشتباك مع الشرطة بعد أن منعت الشرطة، النساء من دخول ملعب أزادي لتفرج مباراة الدورية العالمية للكرة الطائرة. هذا ولم يكن تفرج مبارياة كرة الطائرة محظورا للنساء خلال عقود بعد انتصار الثورة، ولكن منذ بدء مباريات الدوري العالمي للكرة الطائرة بأن حضور المشجعات في الملاعب يمثل مصدر تهديد أمني ولهذا قام اتحاد الكرة الطائرة الإيراني عملاً بالتعليمات الأمنية وفي خطوة مفاجئة بالأعلان عن منع النساء من الدخول إلى ملعب آزادي للكرة الطائرة والذي يتسع لـ 12 ألف متفرجاً.
وبدأ السلطات الأمنية بتطبيق هذا القرار غير المسبوق قبل مباراة المنتخبين الإيراني و البرازيلي، ولكن كثر من المشجعات لم يكترثن بإعلان منعهن ونزلن إلى الملعب ولكنهن واجهن حملة قمع واعتقالات من قبل الشرطة الإيرانية ونشرت صور لهذه المشاهد العنيفة على مواقع التواصل الإجتماعية.
وأثار اشتباك الشرطة مع المشجعات، وقتها رد فعل رئيس الإتحاد العالمي للكرة الطائرة آري غراسا الذي قال لموقع إيلنا الإخبارية الإيرانية إن هذا الإتحاد وخلال اجتماعه شهر المقبل سيدرس هذه الحادثة وسيتناولها معربا عن فرحه بهواية الإيرانيات للكرة الطائرة.
أفرجت الشرطة عن جميع المعتقلات، إلا أنها استدعت واحدة منهن - غنشه قوامي- كانت تحمل جنسية بريطانية إلى جانب جنسيتها الإيرانية الأصلية. وسرعان ما تحول ملفها إلى مادة لعقلية المؤامرة الموجودة لدى القضاء، ليستمر اعتقالها لعدة أشهر ووسط مفاجأة السلطات الإيرانية أعلن الإتحاد العالمي للكرة الطائرة قبل أسبوعين عن سحبه قراره السابق بتعيين إيران مضيفا لاحدى المباريات العالمية للكرة الطائرة متوعدا إياها بالمزيد من العقوبات المشابهة، واستبدل الاتحاد العالمي، الأرجنتينا بإيران!
أثار هذه العقوبة سخط الاتحاد الوطني الإيراني للكرة الطائرة ممثلا برئيسه محمد رضا داورزني الذي اتهم العالم بالمؤامرة من أجل ضرب الفريق الإيراني للكرة الطائرة! وكال مجموعة من الشتائم للإتحاد العالمي للكرة الطائرة.
وسارع المتحدث الرسمي للسلطة القضائية الإيرانية إلى نفي أي صلة لاعتقال غتشه قوامي بمحاولتها الدخول إلى الملعب لتفرج مباراة الكرة الطائرة كما سارعت المحكمة المعنية، لمحاكمتها والحكم عليها بالسجن لمدة عام والمنع من الخروج من البلد لمدة عامين!
ولم يمض أربعة أيام من إصدار الحكم علي غنشه، حتى أفرج القضاء عنها مقابل كفالة مالية تعادل 30 ألف دولارا أمريكيا.
ليست غنشه قوامي ناشطة سياسية ولا صحافية ولا اجتماعية ولكنها أصبحت ضحية هوايتها لمباراة الكرة الطائرة وتحولت إلى مناضلة من دون أن تريد ذلك، بفعل السلطات الإيرانية و سوف لا تعرف غنشه كيف تستخدم هذه الهالة الإعلامية المجانية التي قدمت لها السلطات.
أحدث ملف غنشه قوامي، خاصة انسحاب القضاء الإيراني، أمام الضغوط الدولية، سابقة خطيرة للسيادة القومية الإيرانية، وأنه من آثار العولمة التي ستخيم على الكثير مما يعتبرها الأنظمة السياسية، من الشؤون الداخلية السيادية، ولكن المؤسسات الدولية ربما تتمكن من فرض إرادتها علي تلك الأنظمة، على غرار ما حدث بين الإتحاد العالمي للكرة الطائرة وبين إيران.