جنبلاط يسقط مبادرة عون و14 آذار تقتلها!
جنبلاط يسقط مبادرة عون و14 آذار...لبنان الجديد
NewLebanon
التعطيل، انتخاب الرئيس من الشعب أو حصر التصويت بالنائب ميشال عون ورئيس "القوات" سمير جعجع، ثلاثة خيارات ترضي الجنرال في الاستحقاق الرئاسي. الأول يمارسه بمساعدة "حزب الله" ويحرم مجلس النواب من اكتمال النصاب، الثاني يحتاج إلى تعديل دستوري ونظام جديد أعلنت قوى "14 آذار" عدم استعدادها للقيام به في الوقت حالي، أما المبادرة الثالثة والاخيرة فيبدو أنها ستصطدم بجدار الديموقراطية التي تنادي بها "14 آذار" وتوافق يحاول ارساءه كل من الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط.
هاجس الجنرال
أطلّ عون بمبادرته انطلاقاً من اتفاق بكركي الذي يقوم على ايصال مسيحي قوي يتمتع بحيثية شعبية إلى الرئاسة، وجمع أنذاك اضافة إلى عون وجعجع، رئيس حزب "الكتائب" أمين الجميل والنائب سليمان فرنجية. بالنسبة إلى الجنرال، فإن فرنجية منحه الضوء الأخضر ليكون رئيساً، وفي المقابل قدم الجميّل الامر نفسه بدعم جعجع. وبناء على ذلك، يقول عضو كتلة "التيار الوطني الحر" سيمون ابي رميا: "ليكون الخيار محصوراً بين عون وجعجع ونكون دخلنا لعبة ديموقراطية ومن يربح مبروك عليه".
همّ الجنرال ألا يصل رئيس ضعيف بلا حيثية مسيحية، ويطلب الضمانات لانه يخشى مشاركته على أساس أن هناك مرشحين اثنين ويصطدم بالتفاف يعوّم رئيس ثالث "غير قوي"، ويقول أبو رميا: "لا نريد ان يكون هدف ترشيح جعجع منع وصول عون والعكس صحيح، بل نريد واحداً من الاثنين، والضمانات تأتي خوفاً من حصول خديعة من كتل نيابية معينة تريد ايصال رئيس ضعيف".
حلو لن يسحب ترشيحه
"لن اسحب ترشيحي"، هو رد مرشح "اللقاء الديموقراطي" للرئاسة النائب هنري حلو على مبادرة عون، مكملاً موقف جنبلاط الذي أسقط مبادرة عون بـ"تغريدة"، حينما قال: "من حقنا الممارسة الديموقراطية". ويعتبر حلو انه "مرشح توافقي"، متسائلاً: "اذا كان الجنرال يطلب مني الانسحاب فهل هذا يعني انه ضد التوافق؟". ويضيف:"نحن في نظام ديموقراطي يعطي الحق لكل من تتوفر لديه الشروط في الترشح، وعلى هذا الاساس لن اسحب ترشيحي، والحل هو حضور كل المرشحين والانتخاب ديموقراطياً".
لا يريد جنبلاط أن يكون بيضة القبان في استحقاق رئاسي مسيحي، لهذا فضل المواجهة بالتوافق، لكن مبادرة عون تعومه ليعود إلى الدور نفسه، خصوصاً ان غالبية الاصوات منقسمة بين "14 آذار" و"8آذار"، في حال افترضنا ان كل طرف توافق على مرشح. وبالنسبة إلى أبي رميا: "لا أحد يملك أكثرية الـ65، وإما ان يكسب أحد الفريقين خرقاً في صف الآخر أو سيكون جنبلاط بيضة القبان وعليه حينها، اذا كانت لديه قناعة حقيقية بوجود رئيس مسيحي قوي ان يختار بين عون وجعجع". فما موقف قوى "14 آذار" من المبادرة؟
"14 آذار" ترفض
لا تمانع "القوات اللبنانية" خوض المعركة، ومستعدة لأي شكل من المنافسة لقناعتها بالحيثية المسيحية التي تتمتع بها، لكنها لا تريد فرض خيارات على حلفائها، اذ يقول النائب انطوان زهرا لـ"النهار": "لا مانع لدينا بالمبادرة، لأنها ما نسعى اليه منذ زمن، لكن يمكن العمل عليها سياسياً وليس فرضها، لأنها تناقض الحريات الدستورية، اذ لا نستطيع ان نفرض على الاطراف السياسية الامتناع عن الترشيح، بل قد نسعى الى حصر الترشيح بالاقناع".
"القوات" اللبنانية على قناعة بأن الترشيح في صفوف "14 آذار" محصور بجعجع، لكنها تشكك اذا كان محصوراً بعون في "8 آذار"، ويقول زهرا: "في حال افترضنا انه محصور بعون، فيبقى بيننا المستقلون، وليس لنا او له الحق ان نفرض عليهم ما يفعلون"، ولنجرب المشاركة جميعاً ونتيجة دورة انتخابية تلو الاخرى سينسحب من يرى ان لا حظوظ له". ويستبعد ان تكون المبادرة لتعويم جنبلاط، لكنها في حال كانت كذلك "فنحن نقوم ما في وسعنا لاقناع وليد بيك بتأييدنا وليفعل الجنرال بالمثل".
يرفض حزب "الكتائب" المبادرة برمتها، ويصفها عضو الكتلة فادي الهبر بـ"غير الطبيعية وتضع شروطاً محكمة وغير منطقية"، متسائلاً: "لماذا هو والحكيم فقط؟ فكل ماروني له الحق بالترشح".
أليست "14 آذار" متفقة على جعجع؟ يجيب: "متفقون على ذلك الى اليوم، لكن هناك مرشحين طبيعيين كسليمان فرنجية وأمين الجميل، وبالتالي يجب ترك الخيار مفتوحاً للنواب بانه في حال كان هناك خمسة مرشحين ان ينجح بينهم واحد". وفي رأيه ان "المبادرة لا تعزل ترشيح الجميل فحسب بل كل من تتوفر لديه الشروط للترشح، وهي تضرب الديموقراطية وحقوق المواطنة وهي نوع من ممارسة الديكاتورية".
يتفق "تيار المستقبل" مع حلفائه ويعتبر عضو الكتلة سمير الجسر ان "ما ذكره عون ليس طرحاً وفي حال اتفقوا عليه فلن اشارك". ويصف الجسر المبادرة بـ"غير الطبيعية لأنها تصادر حقوق الآخرين، وتلغي المنافسة". ويرفض الجسر في حديث لـ"النهار" ربط اتفاق "14 آذار" على اسم جعجع بالمبادرة لأن "الطرح يصادر حقوق المواطن، ونحن لم نغيب يوماً عن جلسة انتخاب رئيس وسنشارك في اي جلسة ولا يمكننا منع الناس من الترشح"، متسائلاً:"ماذا يعني رئيساً ضعيفاً أو قوياً؟ ففي حال كان التوافقي ضعيفاً، فهل يعني اذا توافق الناس على عون فيكون ضعيفاً؟".
إذا ولدت مبادرة عون ميتة ويبقى التعطيل خيار الجنرال الوحيد لعدم انتخاب رئيس غيره في انتظار ما يدور من مؤشرات ايجابية يلمسها الرئيس بري لم تمر بعد فوق الرابية.
محمد نمر
التعريفات:
مصدر:
النهار
|
عدد القراء:
500
مقالات ذات صلة
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل ( ٨ ) سفارة لبنان في...
الشاعر محمد علي شمس الدين يترجل عن صهوة الحياة الى دار...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (7) سفارة لبنان في...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (6) سفارة لبنان في المانيا...
65% من المعلومات المضللة عن لقاحات كوفيد-19 نشرها 12...
لبنان: المزيد من حالات وارتفاع نسبة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro