أشاع الرئيس بري أجواء ايجابية حول وصول رئيس للقصر الجمهوري من خلال توفرّ تفاهمات داخلية وخارجية أتاحت الفرصة لامكانيّة طيّ ملف خلافي بين اللبنانيين حول الانتخابات الرئاسية وتبين أن الاستاذ قدّ أشاع شيئًا يتمناه ولا يتمناه حتى الآن أهل الحلّ والربط واتضح للبنانيين عمق الاستحالة التي تحاصر الرئاسة ايرانيّاً وسعوديّاً في ظلّ تعامي أميركي وتشظي مسيحي أوهن من وحدة المسيحيين في ما تبقى لهم من استحقاق يتصارع عليه كل طيف ماروني يرى نفسه كفؤًا لكرسي مشدود البراغي بمفكي الشيعة والسنة في لبنان .
طبعاً اشاعة الرئيس نبيه كذبة سياسية الاً أنها بيضاء لأنها تهدف الى طمأنة اللبنانيين في مرحلة مضغوطة بالأزمات وهناك حاجة ملحة لاراحة الجو العام باحداث انفراجات ولو بكذبة تجوز لتنفيس أجواء مخيفة ومُقلقة وضعت لبنان في سلّة الافلاس السياسي والأمني .
تقول مصادر مقربة جداً من دولته أن الرئيس اضطر الى اشاعة أجواء انفراجات في الأزمة الرئاسية لاراحة الوضع العام الاّ أن الرئاسة شاغرة لحين تبلور تفاهمات اقليمية بين الدولتين المعنيتين في الوضع اللبناني أو لحين تبلور تفاهمات أكثر جديّة وارتياحاّ حول الملف النووي بين أميركا وايران وبرأي هذه المصادر أن الأزمات في لبنان مفتوحة على توسعة أكثر مما هي ذاهبة باتجاه الحلول لأن المنطقة تعيش مخاضات عسيرة وهذه المخاضات طويلة الولادة ومن شأنها أن تُعزز الانقسامات الحاصلة في لبنان وأن تستدعيها الى الدخول مباشرة في لُب المخاضات بجعل لبنان ساحة مشابهة للساحات التي تتصاعد منها أعمدة الدخان الأسود وقد تدفع بالرئيس بريّ نفسه الى اتخاذ مواقف عملية متناقضة مع مواقفه الوسطية أو مع مواقفه كرئيس للمجلس النيابي .
وتذهب هذه المصادر باتجاه اليمن كساحة بديلة عن الساحة السورية التي تراوح مكانها وباتت خارج الاهتمام المباشر لأن الحسم مستحيلاً ولأن خطوط تماسها كافية لتلبية مصالح الدول الفاعلة والمؤثرة في سورية وبالتالي فان أهمية اليمن تكمن في اشرافه على شريان اقتصادي حيوي يتحكم بالتجارات الاقليمية وفي تأثيراته المباشرة على أمن الخليج من خلال خاصرة المملكة العربية الرخوة وهنا تكون ايران قد وضعت يدها على الجرح الخليجي وعلى المصالح الاستراتيجية للدول المستفيدة من ممرات اليمن المائية للتجارات العالمية .
وتضيف هذه المصادر قائلة بأن وصول ايران الى اليمن بواسطة الشيعة الزيدية تمّ من خلال تغاضي أميركي وتحت مرمى مرصدها الأمن ومن الممكن أن يكون مبنيّاً على تفاهمات مسبقة لأن السكوت الأميركي موافقة مبطنة على سيطرة الزيدين المؤقتة على اليمن وهذا ما يشيرأيضاً الى طبيعة العلاقة الايجابية والتي تحتاجها كل من ايران واميركا على حدّ سواء أو المرجوة من قبل البلدين الذين يتقاطعان في أزمة المنطقة بدءًا من سورية ووصولاً الى اليمن .