يخشى فنانون وصحافيون في تونس من عودة القيود على حرية التعبير الوليدة في البلاد، بعدما فاز بالانتخابات التشريعية الأخيرة حزب "نداء تونس" الذي يضم مناصرين سابقين لنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي. ووفق استطلاعات رأي، فإن زعيم الحزب الباجي قائد السبسي (87 سنة) هو المرشح الأوفر حظاً للفوز في الانتخابات الرئاسية المقررة الأحد. ويجمع التونسيون على أن "حرية التعبير" هي حتى الآن "المكسب الوحيد للثورة". وعبرت أحزاب معارضة عن قلقها من "عودة الديكتاتورية" لأن المحازبين السابقين لبن علي يتمتعون بنفوذ كبير داخل "نداء تونس". وأصدر مغني الراب الشهير في تونس حمادة بن عمر المعروف باسم "الجنرال" أغنية جديدة بعنوان "رجوعكم على جثتنا" ندد فيها بالعودة القوية لمسؤولين من نظام بن علي الى الحياة السياسية. "الجنرال" اكتسب شهرة واسعة بعدما أصدر قبيل إطاحة بن علي أغنية راب سياسية بعنوان "رئيس البلاد" احتج فيها على فساد الرئيس السابق. وقد اعتقلته الشرطة مباشرة بعد صدور الأغنية. وتوقع المغني فرض قيود كثيرة على الحريات بذريعة إعادة هيبة الدولة التي تعهد قائد السبسي بإعادتها.   بدَوْرِه، أفاد الممثل الكوميدي لطفي العبدلي المعروف بعروضه المسرحية المنتقدة والساخرة من اسلاميي حركة "النهضة"، أنه صار يتعرض لانتقادات بعدما بدأ يتطرق في عروضه لحزب "نداء تونس". وأوضح أنه "خلال ثلاث سنوات (بعد الثورة) يقول لي الناس امضِ الى الامام، أنت قوي وأنت فناننا الفكاهي، لأني كنت أنتقد (حركة) النهضة. لكن بعدما شرعت في التطرق الى "نداء تونس"، أصبحت (في نظرهم) غير مثقف، ولست صاحب نكتة، وغير محترم... (قائد) السبسي العجوز بإمكانه الذهاب الى اجتماعين اثنين في آن واحد، هو يذهب إلى اجتماع، ويرسل طاقم أسنانه الى الاجتماع الآخر". وقال ناجي البغوري رئيس نقابة الصحافيين التونسيين إن "المعركة من أجل حرية التعبير لم تنته بعد. لقد تعلمنا من التجربة ان كل حكومة جديدة تحاول الحد من هذه الحرية. لدينا مخاوف مستمرة لاننا مقتنعون بأن الطبقة السياسية بشكل عام ليست ديموقراطية إلا في خطابها".