إرتفعت في الآونة الأخيرة وتيرة التصعيد الكلامي بين إسرائيل من جهة وحزب الله من جهة ثانية، وتزامن ذلك مع زيارات علنية وسريّة لقادة صهاينة للمنطقة الشمالية والإطلاع على أوضاعها عن كثب مترافقة مع تصريحات ضد لبنان وحزب الله إضافة الى اعتراف القادة العسكريين الصهاينة بالقدرة الصاروخية المتنامية لحزب الله في الأشهر القليلة الماضية والسنوات الأخيرة الثلاث... وقد تحدث القادة الصهاينة أن الأمن في الجبهة الشمالية ما هو إلا أمنٌ هشٌ قد يسقط عند أوّل اختبار حقيقي...
وتقول المعلومات الصحافية والأمنية أنّ إسرائيل قد تغامر وتقدم على عمل عسكري ضد حزب الله في لبنان لاعتقادها أنَّ حزب الله قد تآكلت قوته القيادية والعددية بفعل انخراطه في الحرب الدائرة في سوريا، وبذلك يمكن لإسرائيل أن تستعيد قوة الردع لديها التي أصابها التآكل أيضاً بعد حرب غزّة الأخيرة...
وتضيف المعلومات الأمنية أن إسرائيل لن تقدم على عملية عسكرية ضد لبنان وبالتحديد ضد حزب الله ما لم تكن مضمونة النتائج بحيث تنهي القوة الصاروخية التي يملكها وهذا لن يتوفر لها إلا في ظل معلومات أمنية عن أماكن تواجد الصواريخ إضافة الى الإستفادة من المسلحين الإرهابيين من جبهة النصرة وداعش على الحدود في شبعا والقنيطرة إضافةً الى الحدود الشرقية، وتتابع المعلومات الأمنية إنَّ إسرائيل قد ترى إمكانية لربح المعركة إذا ما اندلعت لأنها بذلك سوف تشغل حزب الله في الداخل وعلى الحدود الشمالية في الجنوب اللبناني وعلى الحدود الشرقية مع داعش والنصرة...
وتسأل معلومات صحافية عن أسباب ارتفاع الحديث الإسرائيلي عن قوّة حزب الله الصاروخية وتهديده الإستراتيجي لإسرائيل؟ وتتابع المعلومات أسئلتها: هل شمّت إسرائيل رائحة تسوية ما في المنطقة تريح سوريا وحزب الله فبدأت تهيء الأجواء لعدوان محتمل على لبنان لتعيد خلط الأوراق من جديد في المنطقة؟ أم أن كل الذي نسمعه ما هو إلا تهويل إسرائيلي غايته إشاحة النظر عما يجري في الأراضي المحتلة وفي المسجد الأقصى؟
وتوضح المعلومات أن إسرائيل هي المستفيد الأكبر مما يجري في سوريا ولا مصلحة لها بإيقاف هذا النزف المستمر وكذلك يريحها الوضع الأمني الهشّ في لبنان في ظل معلومات أمنية رسمية أن هناك مخاطر أمنية كبيرة تنتظر لبنان والمنطقة في الفترة القادمة... وتشير المعلومات الصحافية الى أن حزب الله يدرك أنَّ المعركة مع إسرائيل هي في حساباته بدليل أنه فتح قنوات اتصال مع المستقبل وطرح موضوع الحوار وذلك تحسباً لأي عدوان إسرائيلي محتمل لأن الحزب يعوّل على أن تبقى القوى المعتدلة في البلاد كتيار المستقبل القوّة الحاضرة للجم أي فتنة مذهبية تريد إسرائيل إشعالها في حال أقدمت على عمل عدواني ما... إذاً الأمور على الجبهة الشمالية يلفها الحذر والجانبان يدركان نتائجها هي وحدها من يرسم المشهد الأمني والسياسي في لبنان والمنطقة.