الكلام المعسول المتبادل بين حزب الله والتيار الوطني الحر والذي بدا على لسان السيد حسن نصرالله عندما اعلن عن تبنيه لترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية , ورد عون على ان التحالف مع الحزب هو تحالف وجودي ,ورد الحزب بعدها بانه وعون جسد واحد , هذا الكلام يشير الى ان العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر دخلت في حفلة مزايدات مستجدة تعكس وجود ازمة ثقة يحاول كل طرف تغطيتها بكلام لا علاقة له بالواقع ولا بالسياسة . فعندما اعلن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تبني الحزب لترشيح العماد ميشال عون فانه بذلك تعمد نقل عون من صفة المرشح التوافقي الى صفة المرشح الفئوي من اجل ان يضع ترشيحه في مواجهة ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع كمقدمة للذهاب نحو حوارات ومفاوضات تفضي الى تسوية رئاسية على مرشح توافقي اما اذا كان الامر غير ذلك فان الوقائع تضع الحزب في موقف المعطل لانتخاب رئيس جديد للجمهورية والمسؤول عن استمرار الفراغ الرئاسي وبالتالي تعطيل باقي المؤسسات كمقدمة لتعطيل البلد , الامر الذي يحاول حزب الله ابعاد هذه التهمة عنه وتجنب الوقوع تحت طائلة هذه المسؤولية التي تهدد الامن والاستقرار في البلد . وفي قراءة متأنية لموقف حزب الله فلا يمكن استبعاد احتمال ان يكون تبني السيد نصرالله لعون قد حصل عن سابق تصور وتصميم من اجل التمهيد لتسوية رئاسية كانت متعذرة بفعل وضع عون ترشيحه في خانة المرشح الوسطي . وقد يكون عون لمس توجها نحو تسوية رئاسية تتخطاه فلجأ الى المزايدة بالتصاقه مع حزب الله بغية احراجه لدفعه الى التراجع عن خطواته التسووية الرئاسية . وفي جانب آخر فان واشنطن التي شنت اخيرا هجوما على حزب الله بلسان سفيرها في بيروت / دايفيد هيل / لن تكون مرحبة بانتخاب عون كما ان الرياض لن تبقى مكتوفة الايدي مع وضع طهران يدها تدريجيا على لبنان فضلا عن ان قوى 14 آذار لن تستمر في مساكنة المستفيد الاول منها وهو الحزب . فالحزب يدرك جيدا ان انتخاب ميشال عون يؤدي الى خربطة الوضع كله , والخربطة لا تناسبه حاليا لان اولويته في هذه المرحلة التبريد في لبنان لمواصلة تفرغه في سوريا . ولذلك لا بد من تحريك الامور وبما ان تحريكها امنيا وعسكريا على غرار السابع من ايار امرا غير ممكن , وجد ان الخيار الوحيد امامه تبني عون لاخراجه من خانة المرشح التوافقي من اجل فتح الباب امام التسوية الرئاسية .