بغضّ النظر عمّا يصدر من مواقف وتحليلات من شخصيّات في فريق 14 آذار، أظهر حزب الله، منذ فتح ملف الانتخابات الرئاسيّة، دعمه الكامل للعماد ميشال عون. فهل تبدّل المشهد اليوم؟
بين كلام أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله الأخير عن أنّ المرشح الأول والاخير للحزب هو العماد عون، وكلام معاونه الحاج حسين خليل من الرابية منذ أيّام عن أنّ الحزب يدعم عون أو أيّ شخص يحمل المزايا نفسها، ثمّ قوله إنّه يدعم عون حتى إشعارٍ آخر، ما يستحقّ أن يُقرأ بين السطور. يقرأ مصدر سياسي غير بعيد عن فريق 8 آذار مواقف حزب الله الأخيرة أنّها كلام دعم يراد به البحث عن مخرج للوصول الى مرشح آخر قادر على الوصول الى قصر بعبدا، بعد أن بات ثابتاً أنّ طريق العماد عون مقفلة بفعل الرفض الداخلي الذي يجسّده فريق 14 آذار، وعلى رأسه تيّار المستقبل، والرفض الخارجي المتمثّل خصوصاً بالمملكة العربيّة السعوديّة. ويشير المصدر الى أنّ تكرار حزب الله أخيراً الإعلان عن دعم عون هو تمهيدٌ للأخير للبحث في تسوية تقضي بدعم مرشحٍ آخر يوافق عليه "الجنرال"، لأنّ الحزب كان يحجم، في الأشهر الأخيرة، عن الإعلان عن دعمه علناً فماذا تغيّر اليوم؟ إلا أنّ الاسترسال في تحليل هذا الكلام يصطدم بعدم القدرة على الإجابة على سؤالٍ محوريّ: هل يريد حزب الله انتخاب رئيسٍ اليوم أم أنّه يفضّل استمرار الفراغ؟ وبالتالي هل هو مستعدّ للتوصل الى تسوية في الحوار المفترض أن ينطلق بينه وبين "المستقبل" إن صدقت النوايا المعلنة من الجانبين؟ من المبكر الإجابة ربما على هذه الأسئلة. ما هو مؤكد فقط أنّ الأوراق الأخيرة من روزنامة العام الحالي ستسقط من دون دخول رئيسٍ جديد الى قصر بعبدا. وما هو مؤكد أيضاً أنّه، في ظلّ الوضع الإقليمي السائد حيث يعجز أيّ من المحورين المتصارعين عن غلبة الآخر، لا إمكانيّة إلا لوصول مرشح تسوية، وإلا فإنّ الفراغ سيدوم ويدوم ويدوم...