أدت الوساطة والمحاولات المتكررة، التي قامت بها عائلة الجندي المخطوف خالد الحسن على مدار الأشهر الأربعة الماضية، إلى التوصل للقاء خالد في جرود عرسال بعد ظهر أمس الأول.
"ليتنا لم نلتقه ولم نره على هذه الحال، ليتني احتفظت وأطفالي بالصورة الجميلة التي في مخيلتنا عن خالد". هي بعض الكلمات التي عبرت بها وطفة، زوجة خالد، عن استيائها لرؤية زوجها في وضع سيئ للغاية.
"أكثر ما يؤلمني أن طفليه وهما: مقبل (عامان ونصف عام)، وأزاد (عام واحد) لم يتمكنا من التعرف الى والدهما، وانفجرا بالبكاء فور رؤيته بحالة سيئة جدا".
لم تقو والدة خالد على تحمل رؤية ابنها، إذ أصيبت إثر عودتها من عرسال بوعكة صحية.
أكثر من خمس ساعات أمضتها زوجة خالد وأطفاله ووالدته، يرافقهما خاله محمود حمود، على الطريق حتى بلغوا عرسال "منها نحو ساعتين في سيارة رباعية الدفع كانت تنتظرنا في جرود عرسال، واقتادنا أحد المسلحين، الذي قام بعصب أعيننا، إلى الجرود. حيث كان اللقاء الموعود داخل مغارة فيها ضوء خافت جدا، وكان خالد معصوب العينين أيضا"، وفق ما تؤكد وطفة.
بدورها قالت والة خالد: "انتظرت طويلا حتى أراه وأضمه. لم نقو على الكلام من كثرة الشوق والبكاء، لكن الكلمات القليلة التي تبادلناها معه ألهبت قلبي، لأن وضعه سيئ للغاية فهو هزيل وشديد الصفار من كثرة الخوف والجوع".
أضافت: "لقد تكلمنا معه حوالي ربع ساعة وطوال الوقت كان يبكي ويناشدنا مساعدته لفك أسره، وأسر رفاقه".
وتضيف: "طلب منا التصعيد والضغط على السياسيين، لأن المفاوضات لا تجري على ما يرام".
"ربع ساعة فقط أمضيناها مع خالد. قبل أن يقوم المسلحون بعصب أعيننا مجددا واعادتنا الى حيث أخذونا".
لم توفر والدة خالد وزوجته جهدا في التوسل لأحد المسلحين الذي رافقهم في طريق العودة.
تؤكد والدة خالد أن العائلة توسلت أحد المسلحين "ألا يؤذي خالد، ولكننا لم نحصل على أي جواب شاف، بل على العكس أبلغني أنه بحال لم تنجح المفاوضات فسوف يقومون بذبح جميع العسكريين الأسرى دفعة واحدة".
وتضيف: "لقد كنا نطمئن على خالد عبر الواتس أب وعبر وساطة أحد المسلحين، الذي كان يخبرنا أنه بصحة جيدة وكل شيء على ما يرام. لكن ما شاهدناه مختلف كثيرا عما قيل لنا وأبناؤنا ليسوا بخير وعلى الدولة والمؤسسة العسكرية العمل على تحريرهم قبل فوات الأوان".
(نجلة حمود )