داعش يتسلّل إلى أوروبا
داعش يتسلّل إلى أوروبالبنان الجديد
NewLebanon
يوماً بعد يوم، تتعزّز الدلائل التي تثبت التكّهنات عن تغلغل مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"-"داعش" داخل الدول الأوروبية لتنفيذ هجمات إرهابية في بلدانهم.
وكان آخرها، ما كشفه أحد سماسرة الهجرات غير الشرعية عن أن "عناصر التنظيم يندسون وسط اللاجئين السوريين إلى بلدان القارة العجوز"، مشيراً إلى أنه "هرَّب أكثر من 10 مقاتلين إلى أوروبا حتى الآن".
وقال المهرّب، الذي رفض الكشف عن اسمه واختار اسم حسن، إنه واظب، على مدى ثلاث سنوات، على إرسال لاجئين سوريين إلى أوروبا في زوارق تتسلّل من تركيا إلى اليونان، ليحصل على 2500 دولار، مقابل تهريب كل فرد.
وأضاف حسن، في حديث لموقع "بازفيد" الأميركي، إن تجارته التي يعتبرها "عملاً إنسانياً"، شهدت ازدهاراً بسبب تدفق اللاجئين السوريين من تركيا ليقارب عددهم المليون لاجئ، لكنّه لاحظ مؤخراً تواجد مقاتلين سوريين وعراقيين من "داعش" يتنكّرون في هيئة لاجئين راغبين في الهجرة هروباً من جحيم الحرب في ديارهم.
وروى حسن أن هؤلاء من الموالين للتنظيم ويُعدّون لشنّ هجمات إرهابية في أوروبا، قائلاً إنهم "ينتظرون الأمر للقيام بهجماتهم".
وفي الآونة الأخيرة، حذّر بعض المسؤولين في الأجهزة الأمنية الأوروبية من خطورة تدفّق اللاجئين السوريين إلى أوروبا عن طريق الهجرة غير الشرعية، مشيرين إلى احتمال وجود عناصر متطرّفة بين هؤلاء اللاجئين، ما يدعم نظرية حسن.
وأكد مسؤول بريطاني أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار أي تهديد محتمل من "داعش"، وقال: "نتحدّث عن ملايين اللاجئين الذين يحتاجون المساعدة، لذلك لا ينبغي علينا أن نصل إلى مرحلة نعتبر فيها أن اللاجئين يمثّلون تهديداً إرهابياً علينا".
ويمارس حسن مهنة التهريب منذ ما قبل اندلاع الأزمة في سوريا في العام 2011، تعرّف خلالها على شخص "حليق الذقن يبدو كغيره من اللاجئين" وقام بتهريبه إلى اليونان، ليكتشف لاحقاً أنه مسؤول في التنظيم وأخبره أنهم سينفذون عمليات داخل أوروبا بسبب اشتراك بعض دولها في توجيه ضربات جوية لميليشيات التنظيم في كل من سوريا والعراق.
ويقول حسن: "العالم الغربي يعتقد أن لا وجود لعناصر من داعش في دوله، وأن المقاتلين ذهبوا للقتال والموت في سوريا. لكن هذا المسؤول أكد لي أنه يرسل مقاتليه لاتخاذ أمكنتهم استعداداً للهجوم".
لدى وصوله الى اليونان، اتصل المسؤول بحسن طالباً منه استقبال "الإخوة" لإرسالهم إلى القارة الأوروبية. واستقبل حسن بعد هذا الاتصال، أكثر من 10 مقاتلين "داعشيين" دفع كل منهم ألف دولار زيادة عن المبلغ المطلوب، ليتمّ تهريبهم ضمن مراكب اللاجئين السوريين.
وأكد مُهرّب آخر، امتنع عن ذكر اسمه، أنه شارك في إرسال عشرات المقاتلين السوريين والعراقيين من "داعش" المتنكّرين بزيّ اللاجئين إلى أوروبا.
وقال: "كانوا ينادون بعضهم بالأخوة. كانوا يلتزمون الصمت والسريّة، يرفضون التحدّث مع غيرهم من اللاجئين، ويصرّون على لقائي في أفخم الفنادق لترتيب إجراءات تهريبهم، كانوا يدفعون مبالغ أكبر من المحدّدة، وهذا يدلّ أنهم لا يقصدون تلك الدول للسياحة، هم يملكون عقيدة ومستعدون للموت في سبيلها. إنهم يعشقون الموت".
واعترف حسن أنه كان من المؤيدين لـ"داعش"، ومعجباً بإشهارهم لمعتقداتهم الدينية ومتعاطفاً معهم ضدّ الحملة العسكرية الغربية عليهم، ولهذا ساعدهم في البداية مستشهداً بالآية القرآنية: "فإن قاتلوكم فاقتلوهم".
لكنه أعاد النظر في الأمر. فإذا كان لا يجد مشكلة في قيام مقاتلي "داعش" بمهاجمة أهداف حكومية في أوروبا، إلا أنه يشعر بالقلق إزاء الخسائر في صفوف المدنيين. وقال:" أخشى من فكرة أنني أقوم بإرسالهم للقتال في أوروبا. هذا ليس عملي".
مصدر:
السفير
|
عدد القراء:
469
مقالات ذات صلة
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل ( ٨ ) سفارة لبنان في...
الشاعر محمد علي شمس الدين يترجل عن صهوة الحياة الى دار...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (7) سفارة لبنان في...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (6) سفارة لبنان في المانيا...
65% من المعلومات المضللة عن لقاحات كوفيد-19 نشرها 12...
لبنان: المزيد من حالات وارتفاع نسبة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro