شهدنا خلال الاسبوعين الماضيين اطلاق عدد من المواقف والتصريحات لشخصيات لبنانية وعربية واسلامية تحمل نسبة عالية من الجرأة في النقد الذاتي والمحاسبة والمراجعة مما قد يفتح الباب امام افق جديد في الواقع العربي والاسلامي.
الشخصية الاولى التي بدأت باطلاق مواقف جديدة وقدمت مراجعات مهمة حول بعض القضايا السياسية والعقائدية والفكرية كانت امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وذلك خلال خطاباته في ذكرى عاشوراء من خلال مقاربته لقضية الامام المهدي ورفض ربطه بالصراع في سوريا ودعوته للحوار في لبنان وتقديم رؤية مختلفة للصراع مع التيارات الاسلامية المتشددة.
الموقف الثاني جاء من المفكر الاسلامي السوداني واحد قيادات الحركة الاسلامية القريبة من الاخوان المسلمين الدكتور حسن مكي وذلك خلال مقابلة مع جريدة السفير اللبنانية والتي دعا فيها القوى الاسلامية لمراجعة ما يجري لان الصراع القائم في سوريا والعراق يخدم العدو الصهيوني ومؤكدا ان كل القوى المتشددة وخصوصا داعش وبوكو حرام ليس لها علاقة بالحركات الاسلامية الاصيلة.كما انتقد خلال المقابلة اداء الاخوان المسلمين في مصر داعيا لوقف الصراع والتصعيد والعودة الى العمل السياسي.
والشخصية الثالثة التي اطلقت مواقف جريئة كانت الشيخ علي اكبر هاشمي رفسنجاني رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في ايران حيث اعتبر ان المغالاة عند بعض الشيعة ولا سيما شتم الصحابة والاحتفال بمقتل الخليفة الثاني عمر كان من الاسباب التي ادت الى نشوء داعش والقاعدة وطالبان وطالب بالكف عن الخلافات المذهبية.
اما الخطوة الرابعة في هذا الاطار فهو المقال الذي كتبه في صفحته على الفايس بوك الرئيس الاسبق للائتلاف السوري المعارض الشيخ معاذ الخطيب والذي جاء بعنوان: هل تشرق شمس سوريا من موسكو وتحدث فيه عن اجواء اللقاءات التي اجراها في روسيا حول الوضع السوري ومجريا مراجعة شاملة لاداء المعارضة السورية ومطالبا بالبحث عن حلول سياسية للازمة.
هذه عينة من المواقف الجريئة والنقدية التي شهدنها خلال الاسبوعين الماضيين والتي يجب تسليط الضوء عليها والاستفادة منها للبحث في كيفية تقديم حلول عملية للصراعات القائمة في لبنان والمنطقة، والمدخل الوحيد هو العودة للحوار والتواصل والبحث الجدي في كيفية الخروج من المأزق القائم اليوم.
كما ان المطلوب من جميع الاطراف المعنية وخصوصا في الاوساط الاسلامية الفاعلة ان تتعاطى بايجابية مع هذه المواقف والبناء عليها وملاقاتها عسى ان يكون ذلك بداية للخروج من النفق المظلم الذي نعيش فيه اليوم.
قاسم قصير