تجمعت في الايام الماضي معطيات عدة تشير الى وجود مبادرة روسية جديدة لعلها بغطاء أميركي من اجل ايجاد تسوية للأزمة السورية. ومن بين اهم المؤشرات الحوار الذي تُعد له روسيا كما يبدو بين اطرف المعارضة السورية في الخارج والداخل وبين النظام السوري للبحث في بنود خطة تسوية سياسية شبيهة الى حد بعيد بخطة مؤتمر جنيف -1، أي تشكيل حكومة وحدة وطنية ذات صلاحيات واسعة، والحد من صلاحيات الرئيس السوري بشار الأسد وحصرها في قيادته للقوات المسلحة والجيش، والتحضير لاجراء انتخابات برلمانية ورئاسية جديد.   واستناداً الى تقارير صحافية أجنبية، اتفق وزير الخارجية الأميركية جون كيري مع نظيرة الروسي سيرغي لافروف خلال لقائهما في قمة "أبيك" في الصين في 7 تشرين الثاني على عودة الدور الروسي الى سوريا، وذلك من خلال رعاية روسيا اجراء حوار في موسكو بين اطراف في المعارضة السورية وبين النظام السوري. ويشكل القبول الأميركي بهذه الفكرة اعترافاً ضمنياً بأن الائتلاف الوطني للمعارضة السورية في الخارج لم يعد يشكل في نظر الأميركيين الممثل الوحيد للمعارضة السورية.   وكان لافتاً أيضاً مشاركة رئيس الإئتلاف السابق معاذ الخطيب في حوار موسكو الى جانب هيثم منّاع ممثل هيئة التنسيق في الخارج التي تعد من ابرز قوى المعارضة الداخلية. ويدور الحديث عن ما يشبه مؤتمر موسكو -1 للحوار في مشاركة وفد موسع للمعارضة السورية في الداخل، واطراف في معارضة الخارج. كما برز خبر انضمام قدري جميل رئيس تنظيم وحدة الشيوعيين السوريين الذي شكل مع علي حيدر في بداية الثورة السورية الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير، وسبقوعينه الأسد نائباً لرئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية قبل أن يغادر الى روسيا، ويبدأ بتوجيه الانتقادات لنظام الأسد، وهو اجمالاً يحظى بدعم كبير من الروس.   واللافت ترافق المسعى الروسي لتفعيل معارضة الداخل وتوسيع تمثيلها مع بروز دعوات من اعضاء في الائتلاف الوطني للمعارضة السورية طالبت بحل الائتلاف وتشكيل هيئة جديدة للمعارضة في الخارج والداخل.   في هذه الاثناء اشارت مصادر صحافية روسية الى ان روسيا تدرس امكان التخلي عن دعمها للأسد والدائرة المقربة منه مقابل الحفاظ على مؤسسات الدولة لا سيما الجيش. وعلى ما يبدو أن هذا كله يجري في ضوء اقتناع الأميركيين بصعوبة الاعتماد على "الجيش السوري الحر" ومجموعات المعارضة المعتدلة لمواجهة "الدولة الإسلامية"، وحاجة الولايات المتحدة الى الافادة من الدور الروسي في سوريا من اجل الخروج من الورطة التي ادخلتها فيها الحرب على "الدولة الإسلامية"، وذلك من خلال تشجيع الروس على استغلال علاقاتهم الجيدة بنظام الأسد من أجل التوصل الى تسوية سياسية للنزاع.